للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أيضًا عن وادي حُلْي:

تحدثنا في الفصل السابق عن (حلي بن يعقوب) أي مدينة حلي، وبحثنا هذا هو في حلي الوادي.

ضبطه المتقدمون بفتح الحاء المهملة، وسكون اللام، فقال ياقوت: حَلْيُ: مدينة باليمن على ساحل البحر، بينها وبين السِّرَّين يوم واحد، وبينها وبين مكة ثمانية أيام، ثم خلط بين حَلَّي وحَلْيَّة.

وأورد شاهدًا يدل على وادٍ لا على مدينة حين أورد شعرًا لأعرابي، يقول فيه:

فواللَّه ما أحْبَبَتُ سِدْرًا ببلدةٍ … من الأرض، حتى سِدْرَ حَلْي اليمانيا

أما صاحب المفيد في القرن السادس فيقول (١): ويتلو ابن طرف (٢) من ملوك تهامة في الخطبة والسكة لابن زياد وحمل إتاوة مستقرة، الحرامي صاحب حلي، وهو دون ابن طرف في المكنة، وكانت حدود صاحب حلي تصل ما بين البرك جنوبًا إلى دوقة شمالا.

وكانت حلي إحدى محطات طريق الحج اليماني.

[مآتي حلي]

يأخذ أعلى مساقط مياهه من رأس عقبة تَيْه وما يقع شمالها وجنوبها من شعوف سراوات ربيعة ورفيد من عسير غربي أبها، وسعوف سراوات بني شهر وغيرهم من آل حجر من شمالي أبها إلى أقرب النماص.

وتصب فيه أودية فحول تجعله من كبار الأودية، بل أكاد أقول أكبر وادٍ في تهامة يجري ماؤه غيلا لا ينقطع، ومن هذه الروافد:

١ - وادي تَيْه: وهو الامتداد الرئيسي لوادي حلي، وأكثر الناس تسميه حليًا، وحلي هو الوادي الوحيد الذي لا يتغير اسمه من منيعه إلى مصبه من هذه


(١) المفيد في تأريخ صنعاء وزبيد ص ٦٢.
(٢) هو سليمان بن طرف من بني حكم من سعد العشيرة من مذحج، كان ملكًا على ما بين الموسم إلى البرك، وسميت هذه الأرض (المخلاف السليماني) نسبة إلى سليمان هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>