للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ملخص حروب الترابين (١) مع قبائل سيناء

ما يُعرف عن الترابين أنَّها قبيلة ذات بأس ونخوة وجسارة في القتال، واشتهر أغلب أفرادها بالشجاعة والإقدام ويقال لهم عيال صلدم (٢) حينما يراد حثهم واستجلاب نخوتهم، وهي من أكثر القبائل العربية في سيناء أو فلسطين عددًا وأعتاها قوة وأوسعها أرضًا، ونلخص بعض الأحداث كالتالي نقلًا عن عدة مصادر:

- عندما زار الرحَّالة الفرنسي فولني فلسطين عام ١٧٨٥ م، وجد الترابين يسيطرون على طريق دمشق القاهرة، وأن لهم سطوة كبيرة.

- وفي عام ١٧٩٨ م تحالف أغا قلعة خان يونس مع الترابين ضد الحكم العثماني وقطعوا طرق المواصلات، وامتد التمرد إلى غزة، فقد تحالف مصطفي الكاشف الذي عينه العثمانيون في غزة مع الترابين والتياها حوالي عام ١٨٢٥ م، ولا شك أن ذلك المصدر قلق للحكام العثمانيين، فقد بعث الحاكم العثماني في مصر بخطاب إلى إسطنبول عام ١٨١٠ م يشكو فيها من خروج تلك المنطقة عن الطاعة العثمانية، وجرت محاولات صلح مع الشيوخ، وخلعت الحكومة العثمانية عليهم الخلع وأعطتهم الهدايا، ولكن هذا لَمْ يفلح.

- وفي فبراير عام ١٧٩٩ م كاد الترابين أن يقبضوا على نابليون بونابرت الذي كان في طريقة لاحتلال عكا وإقامة دولة فرنسية في الشرق، فقد انفصل عن جيشه وضل طريقه قرب خان يونس .. تُرى كم سيتغير مجرى التاريخ لو حدث ذلك؟

- في نهاية القرن الثامن عشر كان الجبارات من قبائل غزة يسكنون في جنوب خان يونس وكثرت تعدياتهم على جيرانهم الترابين، وكانوا قلة في فلسطين فحشدوا أقرباءهم في مصر وسيناء فيما عُرف "بجردة أبو سرحان" وخلال حروب استمرت ٢٠ عامًا انتصر الترابين على الجبارات وطردوهم إلى الشمال، وصارت حدود الترابين عند قنان السِّرو، وهو خط يمتد شمال طريق غزة - بئر السبع ويمر بالكوفخة وخويلفة.


(١) ذكر عارف العارف أن عدد الترابين عام ١٩٣١ م حوالي ١٦.٣٨٤ ألفًا وفي صيف عام ١٩٤٦ م بلغ عددهم ٣٢.٣٨١ ألفًا.
(٢) ذكرت رواية في القضاء بين البدو أن صلدم هي امرأة إنجليزية تزوجها جد الترابين في فلسطين وتعتبر أمًّا لمعظم عشائر الترابين كما يقول الرواة.

<<  <  ج: ص:  >  >>