للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التويم كل منهم يدَّعي الرئاسة لنفسه) وفي السنة بعدها يأخذ ابن صويط عَنَزة على (قبه) (١)، وفي سنة ١١٤٤ هـ يأخذ شهيل بن صويط السبعان ثم يناوخ عَنَزة ويُقتل في هذه المعركة (٢)، ثم يأتي بعده في المشيخة ابنه فيصلا، الذي سجَّل له التاريخ بعض الوقفات المشكورة مع الدعوة السلفية، فنجده أول مشيخته يناصر آل جناح ومن معهم لاسترداد عنيزة وذلك عام ١١٥٥ هـ، يقول ابن بشر: (سنة ١١٥٥ هـ أخذ الشيخة والدريبي رئيس بريده وآل جناح والظفير بلدة عنيزة) (٣) وبعد هذه المعركة أتى أحد آل أبو عليان حكام بريده السابقين وطلب من فيصل بن صويط المساعدة على استرداد حكمه في بريدة فأعانه ابن صويط بجيش من الظفير مع ما اجتمع معه من أمراء بلدة الشماس (آل شماس) مع أمراء عنيزة، وحصروا الدريبي في بلدة بريدة وذلك عام ١١٥٦ هـ ونهبوا جنوب بريده) (٤) وفي وقت فيصل بن صويط هذا بدأت الظفير تزحف إلى الشمال وما قاله المؤرخون كابن بشر وغيره أن الظفير في عام ١١٥٦ هـ ارتحلوا من نجد وأقاموا في العراق، فغير صحيح لأنه ورد معارك عديدة للظفير في نجد بعد هذا التاريخ، إلا أنهم ذهبوا للاكتيال من البصرة للمسغبة التي مستهم في نجد، وبعد هذه السنة بدأ الضعف يدبُّ في حكم آل حميد من بني خالد وضعفت سيطرتهم على نجد.

[٣ - الطفير والدعوة الإصلاحية في نجد]

إننا نقصد بالدعوة الإصلاحية هي الدعوة السلفية التي قادها الإمام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله تعالى- في الجزيرة العربية بعد أن فشا في الناس الجهل وقلة العلم، فلما نشر الإمام محمد بن عبد الوهاب دعوته وكتب لها القبول بدأت تطارده أمراء القرى وشيوخ القبائل لأنه بدعوته حرمهم من الضرائب الفاحشة ومنعهم من الظلم الوخيم، خرج من حريملاء ورحل إلى العيينة ونزل عند أميرها عثمان بن معمَّر فأيده ابن معمَّر على دعوته، ولكن ابن معمَّر كان معتمدًا على الخراج الذي يأتيه من


(١) ابن ربيعة والفاخري وابن بشر ج ٢ ص ٣٧٣ - قبه بلدة تقع إلى الشمال الشر في من بريدة وتبعد عنها أكثر من ٥٠ كم وتتبع إداريا منطقة حائل.
(٢) ابن ربيعة، الفاخري، ابن بشر ج ٢ ص ٣٧٤.
(٣) ج ٢ ص ٣٧٥.
(٤) تحفة المشتاق، تاريخ عنيزة لمحمد بن عبد الله السلمان.

<<  <  ج: ص:  >  >>