للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإحساء التي يحكمها سليمان بن محمد آل حميد، فلما علم بذلك ابن حميد أرسل كتابًا إلى ابن معمَّر يأمره بقتل الشيخ أو إخراجه من بلده (العيينة) وإلا فسيضطر إلى قطع الخراج عنه، مما حدا بابن معمَّر أن يرسل سرية مكونة من الظفير لحماية الشيخ حتى يصل إلى البلاد التي يريدها، فطلب الشيخ إيصاله إلى بلدة الدرعية التي يحكمها الإمام (محمد بن سعود) فكان لقبيلة الظفير الفخر الأشم في حمايتها للشيخ محمد، وكان على رأس هذه السرية الفارس الهُمام الفريد -الذي هو من أشهر فرسان فخذ آل عسكر من الظفير- ولا زالت أحد فروع فخذ آل عسكر الموجودون الآن يتسمَّون بهذا الاسم فيفال لهم (الفردان) وكان مع الفريد من الخيالة الفارس المشهور (طواله الحمر) الذي هو من فخذ (العلجانات) أبناء العم الأقربين لآل عسكر والحمران، هم شيوخ فخذ العلجانات من الظفير، بل هم شيوخ الظفير قبل آل صويط على حسب أقوال رواة قبيلة الظفير، ولنقرأ هذه القصة واضحة كما ذكرها ابن بشر حيث قال: (سنة ١١٥٨ هـ هو أن سليمان بن محمد رئيس الإحساء وبني خالد قيل له: أن في بلد العيينة عالمًا فعل كذا وكذا وقال كذا وكذا -يريدون بالعالم الإمام محمد بن عبد الوهاب- فأرسل سليمان إلى عثمان كتابًا يتهدده فيه أن لم يقتل الشيخ أو يخرجه من بلده وأنه أن لم يفعل ذلك قطع خراجه عنه في الإحساء، فلما وصل إلى عثمان هذا الكتاب استعظمه فأرسل إلى الشيخ وذكر له ذلك، فوعظه الشيخ بأن هذا دين الله ورسوله ولا بُد لمن يقوم به من الامتحان فاستحيا عثمان وأعرض عنه ثم أعاد عليه جلساء السوء بالتخويف فأرسل إلى الشيخ ثانيًا وقال: أن سليمان أمر بقتلك ولا نقدر إغضابه ولا مخالفة أمره لأنه لا طاقة لنا بحربه، وليس من الشيم أن نؤذيك في بلدنا مع علمك وقرابتك فشأنك ونفسك، وخلِّ لنا بلادنا، فأمر على فارس عنده يقال له (الفريد الظفيري وخيالة معه منهم طواله الحمراني) (١) وقال لهم: اركبوا مع هذا الرجل إلى ما يريد نقال الشيخ أريد الدرعية فسار الشيخ ومعه الفارسان حتى وصل الدرعية) ثم يبعد ابن بشر الشبهة التي أُلحقت بابن معمر وفرسانه من أنهم أرادوا قتل الشيخ وذلك بقوله: (واعلم رحمك الله أني قد ذكرت في المبيضة الأولى أشياء نقلت لي عن عثمان بن معمر وفرسانه أنه أمرهم بقتل


(١) الصواب: الحمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>