للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[قبيلة الحمدة من ثقيف]

هذه القبيلة لم أر لها ذكرًا فيما أطلعت عليه من المصادر قبل القرن التاسع الهجري وأول من رأيته ذكرها من المؤرخين هو تقي الدين (١) الفاسي عند ترجمته للشريف حسن بن عجلان، ويظهر مما أورده الفاسي عنها أنها كانت ذات قوة وشأن ولها دور في أحداث المنطقة في ذلك العصر، وقد استمر عزها وقوتها إلى القرن الحادي عشر الهجري عندما خرجت على شريف مكة في حينه الشريف زيد بن محسن بن حسين بن الحسن بن أبي نمي - وهو الجد الجامع للأشراف آل زيد - فحاربها حتى استولى عليها وفرق جمعهما. قال العجيمي (٢): "وقد قتل صناديدهم مولانا الشريف زيد بن محسن صاحب مكة رحمة الله عليه في حدود الأربعين بعد الألف لخروجهم عن طاعته بحيث إنهم حاصروه في حصنهم بها - يعني قرية القيم - ومن الإتفاقات أنهم جمعوا البارود في موضع واحد وصار كل منهم يأخذ كفايته، فبينما هم كذلك إذ طارت شرارة فاحترق الحصن وجماعة فيه وهرب الباقون، فمنهم من قتل ومنهم من انقاد للطاعة".

وبعد هذه الحرب لم أر لهم ذكرًا في الأحداث التي مرّت بالمنطقة، إلا ما ذكره العصامي من مناوشات حدثت بينهم وبين قريش، وبينهم وبين النفعة (٣)، وأعتقد أن حربهم لزيد أكلت رجالهم وأضعفت قوتهم وأقلت كثرتهم. وهم الآن من أقل قبائل الطائف عددًا.

ويحسن هنا أن أورد ما ذكره الفاسي عنهم، قال: "وفي أول شوال منها - أي سنة ٨٠١ - توجه - يعني حسن بن عجلان أمير مكة - إلى وادي الطائف لأن


(١) العقد الثمين، جـ ٤، ص ٩٤ - ١٣٤.
(٢) إهداء للطائف، ص ٨٥.
(٣) سمط النجوم العوالي، ص ٤٨٣ - ٥١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>