للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحِمَدة أهل الجبل حشموة (١) في جيرته أهل الطائف وهو مكان مخصوص من وادي الطائف، فاسترضاه الحمدة بثمانين ألف درهم وخلى عن جرمهم، ونال مثل ذلك من بني موسى أهل ليّة وهو مكان مشهور بقرب الطائف واستدعى آل بني نمر للحضور إليه فتوقفوا فبذل له الحمدة أربعين ألفًا على أن يسير معهم إلى آل بني نمر فسار معهم وهدم حصن آل بني نمر وحصل فيه نهب كثير" (٢).

وفي مكان آخر قال الفاسي: "وكان من خبره بعد ذلك - أي الشريف حسن بن عجلان - أن عسكره أخربوا أماكن بلقيم والعقيق ووج من وادي الطائف ثم أمر بإخراب حصن الطائف المعروف بحصن الهجوم (٣) بسعي جماعة من الحمدة عنه في ذلك فأخرب جانبًا كبيرًا منه وأعان المخربين له على إخرابه أن بعض أعيان عسكر الشريف استدعوا بعض أعيان الحصن فحضروا إليهم وهم لا يشعرون بما يريده عسكر الشريف، فلما أوثقهم عسكر الشريف ساروا لإخراب الحصن فرماهم منه بعض النسوة الذي به وكادوا يحمونه، ثم قيل لمن فيه إما تُسَلِّموا الحصن وإلا ذبحنا الذين عندنا منكم فرق لهم الذين بالحصن وسلَّموه فهدم. ثم سعى أصحابه عند الشريف في أن يوقف عسكره عن هدمه وفي عمارته فأجابهم لقصدهم وأعادوا كثيرًا مما هدم بالبناء، وأمر بإخراب الموضع المعروف بأم السكارى جبل السلامة من وادي الطائف لأن الذين بنو فيه من الحِمَدة هم الذين قاموا في هدم حصن أبي الأخيلة حصن جويعد لانتمائه للشريف فهدم ذلك هدمًا دون الأول".

والحمدة اليوم ينزلون في المليساء ووادي القيم بعد أن تقلص ملكهم


(١) حشموه: خفروا ذمته بفتح الشين.
(٢) العقد الثمين، جـ ٤، ص ٩٤ - ١٣٤.
(٣) غير معروف لدينا الآن.

<<  <  ج: ص:  >  >>