الشعر ديوان العرب، وبنو سُلَيْم كان منهم في الجاهلية وفي صبح الإسلام وضحاه وظُهْرِه شعراء مبرزون، وقد سبق لنا في فصل:(إزاحة شبهة عِلْميَّة) أنَّ أبا القاسم الحسن الآمديَّ المتوفي سنة ٥٧٠ هـ كان قد ألَّف ستين ديوانًا من دواوين القبائل العربية، كان الرابع والعشرون من هذه الدواوين هو: ديوانَ بني سُلَيْم، وأنَّ هذا الديوان الجامع لأشعار السُّلميين وأخبارهم عبثت به أصابع الدهر، وفي هذا الفصل الذي خصصناه لشعراء بني سُلَيْم وشعرهم العربي الفصيح منذ الجاهلية حتى القرن السابع الهجري، والفصل الذي يليه المخصص لشاعراتهم وأشعارهن هما ذَوَا فائدة واضحة من هذه الناحية، فقد جمعنا فيهما تراجم بعض شعرائهم وطاقات من أشعارهم حتى القرن السادس الهجري، أي إلى ما بعد زمن جامع شعرهم:(الآمدي) بقرنين ونيف، وقد قفيناه بشيء من شعرهم النبطي أو الحُميني المعاصر، ربطًا لحلقات التاريخ قديمًا وحديثًا بقدر الإمكان، فإن الشِّعر نبتة مغروسة في أعماق غرائز العرب يستوي في ذلك شعراءُ الشعر الفصيح وشعراء الشعر العامي الملحون، المعروف في الحجاز باسم:(الحُميني)، وفي نجد باسم:(النبطي) بفتح النون والباء.
المتنكث - أو - المتنكب السُّلَمي
شاعر جاهلي له حديث مع عنترة بن شداد العبسي، فهو كمعاصر له.
قال المتنكث أو المتنكب، يذكر يوم النُّخَيْل، وقد قُتِلَ فيه دَهْرٌ الجعفي:
ومنا أبو حرب ومنا مصرف … ومنا عقال إذ وردنا إلى دَهْر