للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أيضًا في الفخر بقبيلته:

وخَثْعم قومي مامن النّاس معشر … أعم ندى منهم وأنجى لخائف

وأفدى لمغلول وأوفى بذمة … وأوقي لضيم عن نقيل محالف

وأجبر للمولى إذا رق عظمه … وأسرع غوثا يوم هيجا لهاتف

إذا حاربوا شدوا على ثروة العدى … جهارا ولم يغزوا فرود الخوالف

فإن يسألوا المعروف لا يبخلوا به … ولم يدفعوا طُلابه بالحسائف (١)

وخَثْعم قبيلة عريقة النسب، قوية الجانب، أنصفها أعداؤها ومجاوروها، وعرفوا قدرها ومنزلتها، ومن ذلك قول عبد الله بن همام السلولي يمدح بعض أصحابه:

كأنهم في العز قيس وخَثْعم … وهل أنتم إلَّا لئام عوارك (٢)

وقال رجل من ثمالة يهجو دريد بن الصِّمَّة بعد أن أبطأ في رد إبله وكانت خَثْعم قد أخذتها (٣):

كساك دُريد الدهر ثوب خزاية … وجدّعك الحامي حقيقته أنس

دع الخيل والسُّمر الطَّوال لخثعم … فما أنت والرمح الطويل وما الفُرس

وما أنت والغزو المُتابع للعدا … وهمُّك سوق العود والدلو والمرس

[ب - في العهد الإسلامي]

كانت قبائل خَثْعم كغيرها من القبائل العربية بعيدة عن عبادة الخالق - سبحانه وتعالى - تعبد الأصنام، وكان لها صنم خاص في بلادها يطلق عليه صنم ذي الخلصة، وهو أشهر الأصنام عند القبائل اليمنية بما جعله يطلق عليه الكعبة اليمانية، وكانت هذه القبائل تقوم برعايته والحفاظ عليه، وتدفع الغالي والنفيس عند المساس بحرمته، مما جعلها تضحي بمائتين من أبنائها عندما أتى إليه جرير البجلي. قال أبو المنذر (٤): "ومن أصنام العرب ذو الخلصة وكانت مروة بيضاء


(١) ديوانه ص ١٤٠، تحقيق: د. أحمد راتب النفاخ.
(٢) محمد بن سلَّام الجمحي "طبقات فحول الشعراء" ج ٢، ص ٦٣٧، تحقيق محمود شاكر.
(٣) أبو فرج الأصفهاني "الأغاني"، ج ١٠، ص ٤٢.
(٤) الأصنام، ص ٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>