يعجبني فيهم كرمهم، ونخوتهم، وإن أنس لا أنس يوما استنهضت فيه همتهم لمكافحة الجراد الذي أغار علينا عام ١٩٣٠ م، بشكل مخيف فلبوا دعوتي، وقاموا يعملون مع باقي عشائر هذا القضاء لدرء شره وفقا للطرق والإرشادات التي أعطيت إليهم.
[القريناوية]
ليسوا بعشيرة مستقلة، وإنما هم جماعة من الناس تابعون لعدد من العشائر الأخرى في بئر السبع. وعددهم يقرب من الخمسمائة بين ذكور وإناث.
أصلهم من الصفراء من بلاد الحجاز، ثم رحلوا ونزلوا بالقرين (١) من أعمال مصر. جدهم (السيد صالح الأصفر البلاسي الحسيني) وله ضريح ببندر فاقوس يحجون إليه في كل عام، ولهم أقرباء في مصر يشاركونهم السراء والضراء ويشتركون معهم في دفع (الدية) ومن هؤلاء الشيخ أحمد السيد فرحان وكيل مشيخة الطرق الصوفية هناك.
لم يستطيعوا أن يحدثوني متى هبطوا ديرة السبع، وإنما ذكروالي أنهم جاءوا إليها حتما قبل حرابة (عودة وعامر)، وقد كانوا آنئذ بقيادة كبيرهم (موسى).
خلف موسى ثلاثة أولاد هم: سليمان وسالم وإبراهيم. أما سليمان فهو جد العماوي وجماعته، وأما إبراهيم فقد خلف سلامة وعلي وصيام، ولا أدري من هم أعقاب سالم.
نزلوا بادئ ذي بدء أراضي المشبه والجور بالقرب من غزة، ثم تفرقوا فنزل فريق منهم في غزالة وكبيرهم اليوم (الشيخ سليمان القريناوي). واستوطن فريق
(١) القرين تابع لمركز فاقوس من أعمال المديرية الشرقية في مصر.