[معركة العجمان مع سليمان بن عبد الرزاق الزهير ١٢٦٢ هـ - ١٨٤٥ م]
يروي السيد، يوسف حمد البسام، في مولفه "الزبير قبل خمسين عامًا، مع نبذة تاريخية عن نجد والكويت" الصادر في الكويت عام ١٣٩١ هـ الموافق عام ١٩٧١ م، ويروي تفاصيل هذه المعركة ويصفها بأنها من أهم المعارك التي وقعت في الزبير، في منتصف القرن الثامن عشر الميلادي، قائلًا:
بعد هجوم قبيلة العجمان على البصرة، في عام ١٢٦٢ هـ الموافق عام ١٨٤٥ م، أصبح لهم هيبة، وأصبح الناس يخشونهم، وكثرة غاراتهم على البصرة والزبير، ولما علم متصرف البصرة "منيب باشا" بهذه الحوادث، استدعى إليه الشيخ سليمان بن عبد الرزاق الزهير، حاكم الزبير، وتشاور معه في شأن صد هذه الغارات، وأعطاه أموالًا كثيرة، فقام سليمان الزهير فورًا وجمع الجنود والفرسان، وحشد عددًا كبيرًا من أهل الزبير ومن بينهم فريق من الرماة المشهورين في الزبير، ووزع عليهم جميعًا أموالًا كثيرة، لرفع معنوياتهم وتشجيعهم على القتال.
أما العجمان وحلفاؤهم قبائل المنتفق، فقد اتفقوا فيما بينهم على أن يتوجهوا تجاه البصرة، ويأخذوا مواقعهم بالقرب منها حتى يحين موسم صرام النخل للتمر وبعد ذلك يشنون غارات على جنوب البصرة ليأخذوا ما يمكن أخذه من التمور وغيرها.
وعندما حل موسم الصرام توجه العجمان إلى مناطق النخيل وأخذوا يقطفون التمور ولكن باغتهم سليمان الزهير بجنوده من جهة الزبير، وقام والي البصرة ومعه سرية من الجنود والتحموا في معركة كبيرة، شغلت أذهان أهل البصرة والزبير، وانسحب العجمان من مناطق النخيل ولاحقهم جنود سليمان الزهير وجنود والي البصرة ودارت بينهم معارك ضارية في المواقف المكشوفة، ولما