للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاجتماعية، ومع أن اليامية، بطن مهم من بطون همدان بن زيد فمانهم يختلتون عن مجاوريهم بأنهم عُرفوا بمزيتين: الأولى اختلاف المذهب والثانية كونهم من أشد القبائل شكيمة وقت الحروب ومعتادين الغزو والغارات ولم تشتد دعوة الإسماعيلية في نجران وتصبح لرؤسائهم سيطرة مدنية وقوة عسكرية حكومية إلا منذ ثلاثة قرون ونصف قرن تقريبا حينما قدم إلى نجران الداعي الإسماعيلي المسمى محمد بن إسماعيل المكرمي فارًّا من بلدة "طيبة" التي تبعد عن مدينة صنعاء مسافة بضع ساعات إلى جهة الجنوب (١).

[٦ - زعامة المكارمة]

كنت مخطئا في ظني أن المكارمة من السادة العلويين إلى أن أتيحت لي فرصة الاجتماع المتكرر مع نائب المنصوب عن الداعي والمسمى حسين بن أحمد، فأعلمني أن المكارمة قحطانيون، وسرد لي سلسلة نسبه إلى يعرب (حسين بن أحمد بن حسن ابن حسين بن علي بن حسين بن علي بن حسين بن أحمد بن محمد، وهذا أول من سكن بدر من المكارمة ابن الفهد بن صلاح بن داود التامر بن محمد بن عبد الله بن عمر بن علي بن صبيح بن حسان بن مكرم بن سبأ بن حِمْيَر الأصغر ابن المنتهب بن عمرو بن علاق بن ذي أبين بن ذي يقدم بن الصوار بن عبد شمس بن وائل بن الغوث حيدان ابن قطر بن غريب بن زهير بن أيمن بن الهمسيع بن حِمْيَر الأكبر ابن يشجب بن يعرب ابن قحطان.

وسرد عليَّ المكرمي حادثة قدوم محمد بن إسماعيل إلى نجران ثم كتب إلى خلاصة وافية نقلها عن كتاب جامع لتاريخ أئمة الإسماعيليين، ودعاتهم وأعمالهم في مدة الدعوة، خلافا عن سلف وفهمت أن سبب امتناعه عن اطلاعي عليه يعود إلى أن ما فيه عائد لشئون باطنية محضة، وقاعدة أهل الباطن في الإسلام، المحافظة على أسرار معتقداتهم وعدم إطلاع الأجانب عنهم عليها.


(١) ذكر لي المكرمي أن بلدة طيبة كانت تسمى في الزمان القديم دورم.

<<  <  ج: ص:  >  >>