ولم تقف الثورة في مصر عند حد عصيان الخليفة، بل فكر ابن أبي حذيفة في إرسال جيش من مصر إلى مقر الخلافة، فأرسل ستمائة رجل وقيل ألف، على رأس كل مائة منهم رئيس، أما قائدهم الأعلى فكان عبد الرحمن بن عديس البلوي، وكانت النتيجة - كما نعرف - قتل الخليفة عثمان في ذي الحجة ٣٥ هـ وعاد عبد الرحمن بن عديس بمن معه إلى مصر ثانية.
ولم يكن ابن عديس هو الوحيد من البلويين الذين ناصبوا عثمان العداء، حيث تذكر لنا المراجع التاريخية اسم عبد الله بن حرملة البلوي صاحب الشرطة لمحمد بن أبي بكر الصديق والي مصر وقتئذ، وتتابع فصول الثورة لدى البلويين وتستمر ميول بلي ضد الأمويين، فيطالعنا زهير بن قيس البلوي حاملًا لواء المعارضة ضد الأمويين، وينضم إلى عبد الرحمن بن عتبة بن جحدم الفهري والي عبد الله بن الزبير على مصر، وقد سيره ابن جحدم على رأس جيش إلى إيلة (العقبة) في مشارف الشام، ليمنع عبد العزيز بن مروان من السير إلى مصر، وقد التقى الطرفان على مقربة من إيلة فانهزم زهير البلوي ومن معه، وانتهى الأمر بتولي عبد العزيز بن مروان مصر من قبل أبيه الخليفة مروان بن الحكم الأموي سنة ٦٥ هـ، وبذلك انتهى ذلك الدور من أدوار النزاع حول الخلافة بعد أن ساهمت فيه القبائل العربية في مصر ومنها قبيلة بلي مساهمة ذات أثر كبير.
ويستمر نفوذ بلي، ونجد لهم مساهمة في الفتوحات الإسلامية.
[بلي في الفتوحات الإسلامية]
ساهمت بلي مساهمة فعالة في فتح مصر مع عمرو بن العاص، وخاصة كان لفرسانهم الأشداء دور بارز في فتح حصن بابليون القوي. وكان عمرو بن العاص يقدم رايتهم في المعارك مع الروم.