للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تلقَّطن ضَيطَاري خُزاعة بعدما … أَبَرْنَ بصَحْراء الغميم الملوَّحَا (١)

قَتلْنَاهمْ حتى ترَكْنَا شَريدهم … نساء وأيتامًا ورجلا مُسدَّحًا (٢)

الحرب بين كنانة (*) وخزاعة

قال الشاعر الأخْزَر بن لُعْط الدّئلي، فيما كان بين كنانة وخزاعة في تلك الحرب فخلدها في شعره إذ قال:

ألا هَلْ أَتي قُصْوَى الأحَابيش أنَّنا … رَدَدْنَا بني كَعْب بأفْوَق نَاصِل (٣)

حَبَسْنَاهُمُ في دَارَةِ العَبْد رَافِع … وَعِنْدَ بُدَيْل مَحْبسًا غَير طَائِل (٤)

بدَار الذَّليلِ الآخِذِ الضَّيْم بَعْدَمَا … شَفَيْنا النّفُوسَ منهُمُ بالمنَاصِلِ (٥)

حَبَسْنَاهُمُ حتى إذا طَال يَوْمُهُمْ … نَفَخْنَا لَهُمْ مِن كلِّلَّ شعْبٍ بوَابِلِ (٦)

نُذَبِّحْهُمُ ذَبْحَ التُّيُوسِ كأنَّنا … أُسُودٌ تَبَارَى فيهُمُ بالقَوِاصلِ (٧)

هُمُ ظَلَمُونا واعْتَدَوا في مسيرِهمْ … وَكَانوا لَدى الأَنْصَابِ أَوَّلَ قَاتل

كأنَّهُمُ بالجِزْعِ إذ يَطرُدونَهُم … بفاثور حُفَّان النِّعام الجَوافِلِ (٨)

ورد عليه الشاعر بديل (٩) بن عبد مناة الخُزَاعي يكذبه فيقول:


(١) الضيطار: الضخم اللئيم الذي لا غناء عنده. أبارهم: أهلكهم.
الغميم: موضع بين مكة والمدينة قرب المدينة بين رابغ والجحفة.
(٢) السدَّح: وهو الصرع بطحًا على الوجه أو إلقاء على الظهر (الأغاني ١٤/ ١٣٩).
(*) السيرة النبوية ٣/ ٣٩٢.
(٣) قصوى الأحابيش: قصوى: أبعد، والأحابيش كل من حالف قريشًا، ودخل في عهدها من القبائل. وبريد يقول: (بأفوق ناصل): أنها ردت خالية، والأفوق في الأصل: السهم الذي انكسر فوقه وهو طرفه الذي يلي الوتد. والناصل: الذي زال نصله، أي حديدته التي تكون فيه.
(٤) الدارة: الدار.
(٥) الضيم: الذل.
(٦) نفحنا: وسعنا. والشعب: المطمئن بين جبلين. والوابل: المطر الشديد، وأراد به هنا دفعة الخيل.
(٧) بريد بالقواصل هنا: الأنياب.
(٨) الجزع: ما انعطف من الوادي. وفاثور: موضع بنجد، وقيل اسم جبل بمكة، وجفان النعام: صغارها، والجوافل: المولية المسرعة (السيرة النبوية ٣/ ٣٩٢).
(٩) ورد اسمه: بديل بن عبد مناة بن سلمة بن عمرو بن الأحب، وكان يقال له: بُديل بن أم أصرم - وورد في حاشية السيرة "بُديل بن سلمة بن خلف بن عمرو بن الأخنس بن مقياس بن حبتر بن عدي بن سلول بن كعب الخزاعي" وهو غير بديل بن ورقاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>