للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم أمرهم بعبادتها وأن يبنوا عليها بيتًا سموه اللات، ويقال: دام أمره وأمر ولده على هذا ثلاثمائة سنة".

وذكر الأزرقي في أخبار مكة (١) "أن عمرو بن لُحَيِّ فقأ أعين عشرين بعيرًا، وكانوا من بلغت إبله ألفًا فقأ عين بعير"، وفيهم قيل:

وكان شُكْرُ القومِ عند المِنَنِ … كَيَّ الصَّحيحاتِ وَفَقْء الأعْيُنِ

وكانت التلبية في عهد إبراهيم عليه السلام: اللهم لبيك لا شريك لك، حتى كان عمرو بن لُحَيِّ، فبينما هو يلبي إذ تمثل له الشيطان في صورة شيخ يلبي معه فقال عمرو: لبيك لا شريك لك (٢)، فقال الشيخ: إلا شريكًا هو لك! فأنكر ذلك عمرو، فقال الشيخ: تملكه وما ملك؛ فإنه لا بأس بهذا! فقالها عمرو ودانت بها العرب (٣).

[الإفاضة في الجاهلية]

جعل حُبشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة في الجاهلية، إلى صوفة - وصوفة رجل يقال له أخزم بن العاص بن عمرو بن مازن بن الأسد، وكان أخزم قد تصدق بابن له على الكعبة يخدمها، فجعل إليه حبشية الإفاضة بالناس على الموقف، وحُبشية يومئذ يلي حجابة الكعبة، وأمر مكة يصطف الناس على الموقف فيقول حبشية: أجيزي صوفة. فيقول الصوفي: أجيزوا أيها الناس فيجوزون (٤).

وجاء في جمهرة النسب لابن الكلبي: عن صوفه ونسبها:

وولد حميس بن أد: حربًا، كانوا مع أبرهة الأشرم فهلكوا يوم الفيل، ونجا منهم ستون رجلا، وهم في بني عبد اللَّه بن دارم، وأمهم الخثناء بنت وبرة أخت كلب، وبقي عددهم محدودًا دون زيادة.


(١) أخبار مكة ١/ ١٠٠.
(٢) في الروض الأنف ١/ ٣٥٧ لبيك لا شريك لك لبيك.
(٣) نشوة الطرب ١/ ٢١٢، ٢١٣.
(٤) أخبار مكة/ ١٨٦/ ويقال إن امرأة من جرم تزوجها أخزم بن العاص بن عمرو بن مازن بن الأسد، وكانت عاقرًا فنذرت إن ولدت غلامًا أن تصدق به على الكعبة عبدًا لها يخدم ويقوم عليها، فولدت من أخزم (الغوث) فتصدقت به عليها فكان يخدمها (أخبار مكة) / ١٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>