واستوطنت أيضًا بطون من قبيلة بني عطية سيناء والصحراء الشرقية في مصر، وفلسطين كما ذكرنا سابقًا ويعرفون باسم المعازة.
أما في شرق الأردن فقد استقرت بعض بدنات قبيلة بني عطية منذ القرن التاسع عشر الميلادي، ويعرفون باسم العطاونة المزايدة وحاضرتهم القطرانة، وهم يزاولون الزراعة والرعي في مشاريق الكرك، وقد دأبت قبيلة بني عطية على إرتياد الأراضي الأردنية في رحلات متتابعة خلال القرنين التاسع عشر والعشرين وذلك عندما تجدب أراضيهم في شمال غرب المملكة العربية السعودية.
وبنو عطية قوم ذو بأس وشدة، وفيهم من الشيم الفاضلة والمزايا الحسنة ما يجعلك تحكم بأنهم صفوة ممتازة وأناس بررة وعرب عريقو الأصول وطاهروا المنبت، مصلحون ومحبون للخير والإنسانية، وصفاتهم تدل على محاسنهم، وقد جبلوا على إكرام الضيف ونصرة المستجير وإعانة كل من يلجأ إليهم، وهم بأفعالهم وتصرفاتهم وما يصدر عنهم مضرب الأمثال، كما أنهم أثبتوا على مر العصور بأنهم من أشد القبائل بأسًا وأقواها في الحروب مراسًا.
[بنو عطية والدولة العثمانية]
بحلول القرن العشرين الميلادي أخذت سيطرة الإمبراطورية العثمانية على شبه جزيرة العرب تضعب بسبب فساد إدارتها وعجزها الاقتصادي وحروبها في البلقان مما جعلها تتخبط وتعتمد على الغرب في مجمل شئونها الاقتصادية، فكثر نشاط القناصل الغربيين في الديار التي كانت تحكمها وركزت بريطانيا على تعزيز معاقلها بتوفير وسائل الاتصال لربط الخليج العربي والبحر الأحمر والمحيط الهندي وإقامة شبكة من العلاقات مع الحكام المحليين، في حسين أنها حرصت على الاحتفاظ بعلاقات طيبة مع اسطنبول.
وللهيمنة غير المباشرة على المنطقة أبرمت بريطانيا العديد من المعاهدات مع الحكام المحليين. وبحلول عام ١٩١٣ م زادت بريطانيا من نفوذها في منطقة الخليج