للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي العام التالي أغار سطام بن شعلان، شيخ قبيلة الروَّلة (من عنزة)، على بني صخر وفتك بهم، واستغل المجالي فرصة ضعف عدوهم اللدود بني صخر وانضموا إلى صفوف الرولة. فما كان أمام بني صخر إلا أن يستعينوا بالحكومة العثمانية التي كانت تنتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر للإمساك بزمام الأمور في شرق الأردن، فجردت عام ١٨٩٢ م، الموافق ١٣١٠ هـ، جيشًا نحو الكرك. وقد خرج المجالي للقاء الجيش والترحيب به في محطة المزيريب برئاسة إبراهيم بن خليل المجالي، واستقبلوا الأتراك استقبالًا باهرًا ودخل الجيش العثماني الكرك وجعلوها متصرفية بقيادة المتصرف حلمي باشا (١) وجعلوه على ارتباط مباشر بوالى دمشق. وكانت متصرفية الكرك تضم قضائي معان والطفيلة ومديرية ناحية تبوك التي أنشئ فيها محجر صحي.

وهكذا نجد أنه في بداية القرن العشرين أصبحت بطون قبيلة بني عطية تستوطن ثلاثة أقطار عربية، ففي شمال غرب المملكة العربية السعودية تتواجد قبيلة بني عطية -الأصل- في مدينة تبوك التي تملكها بدنات من القبيلة مثل العطيات، والرويعيات، والعليين، ما عدا عين تبوك الأثرية وبعض البيوت والمزارع الصغيرة المجاورة التي تملكها عشيرة الحميدات (٢)، أما هجر ومساكن بقية بطون القبيلة فهي منتشرة في منطقة رعوية واسعة من السفوح الجنوبية حرَّة الرهاة (٣) ومحطة الحمراء جنوبًا، حتى المدورة وعلقان شمالًا، ومن جبال الطبيق والفرول شرقًا، حتى المنحدرات الغربية لسلسلة جبال حسمى غربًا.

وقد شاركت هذه البطون من قبيلة بئي عطية بفعالية في الثورة العربية الكبرى (٤)، وتولت طرد الأتراك من المعاقل التركية المتواجدة في أرض القبيلة المتحصنة في المحطات، ومنها المدورة، وذات الحاج، وبئر ابن هرماس، والحزم، والمحتطب، وتبوك، والأخضر، والمعظم.


(١) فريدريك بيك: مصدر سبق ذكره، ص ١٨٣.
(٢) الحميدات: عشيرة من بني كعب.
(٣) الدكتور حمود بن ضاري القثامي: شمال الحجاز، ج ١، ج ٢، العصر الحديث للنشر والتوزيع، بيروت، ١٩٩١ م، الطبعة الثالثة.
(٤) محمد سليمان الطيب، موسوعة القبائل العربية، ج ١، طبعة دار الفكر العربي، القاهرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>