للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بني عطية ليضعوا أيديهم على أرض الشراة التي تملكها قبيلة الحويطات، ونجم عن ذلك انقسام المنطقة إلي فريقين قويين الأول يضم المجالي وبني عطية والفايز والحامد، وهما بطنان من بني صخر، والعليين من الحجايا والسلايطة، ومعان الشامية، والشوبك. والثاني يضم الحويطات، والمناعين بطن من الحجايا، والترابين، والطفيلة، ووادي موسى، ومعان الحجازية، وقد التقى الفريقان بالقرب من وادي موسى وأسفرت المعركة عن قتل عدد كبير من الطرفين، ثم استمرت الحروب بين بني عطية وقبيلة الحويطات في عدة مواقع، ومنها موقعة الرصيف في الشراة، ثم موقعة الجديد ثم موقعة القرنة حيث يقول الشاعر:

طاوعت ابن هرماس (١) يا بن عطية … وخليت بالقرنة حماة الخواوير

ثم موقعة ذبحة المنقية (دبش المعازة) (٢)، والتي قُتل فيها قسم كبير من رجال بني عطية، وأخيرًا موقعة البرقا التي قال فيها الشاعر الحويطي:

ضيعة الموفاة لقيت لها لقية … على مثل الجيش يوم أقفى هريبه

عائلين الرأي قوم ابن عطية .... يحسبون المال في البرقاء بريده

لو لحق عفنان والربع الشفية … ما بقي لهم على الدنيا شريده

وبعد هذه المعركة تصالح الفريقان وانتهى النزاع علي الأرض بين الحويطات وبني عطية وأصبح لشيوخ بني عطية علاقة حسنة بالحويطات. إلا أن المجالي اختلفوا مجددًا مع بني صخر فجردوا عليهم مع حلفائهم من بني عطية وبني حميدة ٣٠٠٠ مقاتل (٣)، وبينما هم في ذبيان في طريقهم إلى الثمد، منازل بني صخر، تخلف عنهم فريق بني حميدة، والسبب كما فسرته زوجة خليل المجالي، الحمدية الأصل، أن أهلها لم ينسوا بعد الويل الذي صبه عليهم المجالي وبنو عطية في موقعة قدوما.


(١) ابن هرماس: شيخ العقيلات من بني عطية، وهو من الشيوخ العظام الأربعة في بني عطية.
(٢) أحمد الغسغرس: قبائلنا، ص ٩٧، المطبعة الأهلية، الزرقاء، ١٩٩٣ م.
(٣) فريدريك بيك: مصدر سبق ذكره، ص ١٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>