للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحلف في اللغة والمعنى: هو الحلف والعهد والميثاق وقد ورد في اللسان: الحلف بالكسر، العهد يكون بين القوم وقد حالفه أي عاهده، وتحالفوا أي تعاهدوا (١).

وفي الحديث عن أنس: حالف رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بين المهاجرين والأنصار. قال ابن الأثير: أصل الحلف: المعاقدة والمعاهدة على التعاضد والتساعد والاتفاق. إذن فالحلف هو العهد والميثاق باختصار هو اتفاقية ملزمة للطرفين: قال تعالى: {. . . وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا (٣٤)} [الإسراء]. فالحليف يدخل في القبيلة بالاتفاق والمعاهدة على التعاضد والتساعد ويجمع بين الحلفاء الجوار والتواصل والتعامل والمصالح المشتركة ثم يأتي دور المصاهرة ويحصل الارتباط بوشائج القرابة والنسب حتى لا تكاد تميز بين الحلف وحليفه ولكن في العرف العام عند القبائل يقال للداخلين في القبيلة عن طريق الحلف يقال لهم (الأحلاف) بما معناه أنهم ليسوا من أصل القبيلة بل صلتهم بها هو عن طريق الحلف والجوار ثم وشائج القرابة والنسب (٢).

[الأحلاف في تهامة وصلتهم بزهران وغامد]

سبق التعريف بتهامة وهي الأرض الواقعة بين منحدرات السروات والمناطق الساحلية المجاورة للبحر الأحمر ويقال لها أيضًا غور تهامة والذي يعنينا منها في هذا البحث هو القسم الموالي لسراة غامد وزهران، وأغلب سكانه من زهران وغامد وأحلافهم، والحقيقة أن هذه القبائل جميعها تنحدر من أصل واحد وهو الأزد؛ فقد ورد عن قبائل الأزد حين خروجها من مأرب أنهم أقاموا في تهامة حتى وقعت الفرقة بينهم فصار كل فخذ منهم إلى بلد فمنهم من سكن السروات ومنهم من نزل مكة وما حولها ومنهم من خرج إلى العراق ومنهم من ذهب إلى الشام ومنهم من ذهب إلى اليمامة والبحرين وعُمان، وقد ذكر الهمداني من سكن السروات فقال: (أما من سكن السروات فالحجر بن الهنوء، ولهب، وناه، وغامد، ودوس، وشكر، وبارق، وحاء، وعلي بن عثمان، والنمر، وحوالة، وثمالة، وسلامان، والبقوم، وشمران، وعمرو، ولحق كثير من ولد النصر بن


(١) اللسان ج ٩ ص ٥٣.
(٢) النسب هنا مقصود به المصاهرة يقال فلان نسيبي، ورحيمي، وصهري وهكذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>