شهادة جدهم عبيد اللَّه بِسَلَمِيَّة. وفيه: كتب عبيد اللَّه بن محمد بن عبد اللَّه الباهلي، فقال: نعم هذه شهادة جدنا، وأرأد بقوله (الباهلي) أنه من أهل المباهلة لا أنه من باهلة. انتهى. والمباهلة الملاعنة وهي اجتماع القوم إذا اختلفوا في شيء فيقولوا: لعنة اللَّه على الظالم منا.
ولئلا يلحظ في استعمال اسم القبيلة مؤنثًا ضعف أو ضعة، تحسن الإشارة إلى أن كثيرًا من القبائل العريية تضاف وتنسب إلى أمهاتها، وما كانت ترى في ذلك أي مساس بعزها وشرفها.
[وقال عن تفريع نسب باهلة -كما ورد في كتب متقدمي العلماء-]
لعل أوثق وأشمل من ألف عن أنساب العرب في عصورهم القديمة محمد ابن السائب الكلبي، ثم ابنه هشام الذي ورث علم أبيه، وأضاف إليه، ودونه وجمعه في مؤلفات وصل إلينا بعضها، في تلك الأصول من المؤلفات التي دونها، وبعضها بطريق رواة عاصروه فنقلوها عنه ورووها، وها هو نص ما ورد في تفريع نسب باهلة من كتاب "جمهرة النسب" من كتاب هشام، برواية محمد بن حبيب، مع إضافات أوردها البَلاذُرِى فى كتابه "أنساب الأشراف" وقد نقل جل ما ذكره ابن الكلبي بغير رواية ابن حبيب، وأضاف إليه إضافات أخرى، بحيث يعد كتاب البلاذري كالشرح لكتاب ابن الكلبي.
ومعروف أن قبائل العرب في العصور المتأخرة تنتمي إلى جِذْمين هما: عدنان، وقحطان، أما قضاعة فيختلف النسابون في نسبتها إلى أي الجذمين المتقدمين، وإن رَجَّح الهمداني وغيره من نساب اليمن أنها من حِمْيَر من قحطان.
ومن عدنان: تفرعت القبائل العدنانية، فكان منها ربيعةُ ومُضَرُ وإيَادُ وأنمار.
ومن مُضر: إلياسُ وقيس عيلان، واسمه (الناس) ومن قيس عيلان سعدُ ابن قَيْس، ومن سَعْد هذا غطفانُ، وأعْصُرُ، واسمه مُنَبِّه، ومن أعْصُرَ باهِلَة وغني، فأقرب القبائل إلى باهلة أختها غني، وكانوا قديمًا مجتمعين متناصرين على عدوهم، دارهم واحدة، وكلمتهم واحدة. ويظهر أن كثرة تفرع القبيلتين هو سبب التفرق.