للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثاني عشر أي في حدود ما يربو على ثلاثمائة عام من تاريخ إعداد هذا البحث حيث بدأت أجد بعض الذكر الحكم الجبل وفعالياته ولا يعني هذا عدم وجود حكم أو فعاليات في الفترة التي لَمْ يدون لها ذكره"، وهذا الذكر يدعونا لبحث نشأة مدينة حائل كمدينة بديلة عن السويفلة التي ذكرتها في بداية هذا البحث.

[نشأة مدينة حائل]

(معقل شمَّر في المملكة العربية السعودية)

ذكر الإخباريون فيما ورد عن حائل أنَّها اسم لواد وأن هذا الوادي نشأ على ضفته الشرقية قرية عمرت في عصور الطائيين المتقدمة كما وردت في الأشعار ولاسيما في بيت امرئ القيس المشهور الذي سبق ذكره، وذكر الباحثون أن القرية كانت حصينة مستدلين بعرض أحد الطائيين على الحسن بن علي الاحتماء عندهم كما سبق الإشارة إليه في موضع سابق في هذا البحث.

ويعتقدون أن القرية استمرت منذ تلك الأزمنة وأنها صارت فيما بعد تعرف بالسويفلة وأن اسم حائل كمدينة لَمْ يعرف إلَّا في بداية القرن الثاني عشر الهجري (١)، يقول الشيخ حمد الجاسر وهو أكثر أبناء الجزيرة العربية اهتمامًا ودأبا وبحثا في مثل هذه المواضيع يقول: "لَمْ أر لبلدة حائل منذ القرن الحادي عشر فما قبله ذكرا فيما اطلعت عليه من أخبار هذه الجهات"، وقال في نفس السياق أن شريف مكة غزا "المنطقة" عام ٩٦٣ هـ (٢)، ولم يذكر المؤرخ حائلا وإنما ذكر شمَّر معتقدا أنَّها اسم موضع كما في سمط العوالي.

وورد اسم حائل في ما نسب للسيد عباس المكي الحسيني الموسوي الذي زار حائل في ٦ محرم من عام ١١٣١ هـ والذي أورد وصفا لحائل فقال: فأتينا على جبل شمَّر، والكل منا لذيل الانشراح قد شمَّر، وهناك قرية تسمى "حائل" ضرب الأنس بينها وبين الهموم بحائل، ذات نخيل وأشجار وعيون وآبار،


(أ) حمد الجاسر - المعجم الجغرافي - شمال المملكة - ج ١ ص ٣٧٩ - ٣٩٤ - (حرف الحاء) الدكتور/ الشويعر - حائل مدينة وتاريخ ص ٣٢.
(٢) عند الشويعر عام ٩٢٦ هـ - حائل مدينة وتاريخ والمرجع واحد فربما أنه خطأ مطبعي.

<<  <  ج: ص:  >  >>