وقصة بهيج وحربه مع شمَّر واردة في عدة من المراجع والأشعار والسير فقد نسب إلى بهيج قوله (١):
يقول بهيج بن ذبيان مثايل … دمعه على الأملاك دون الشلايل
جلونا عن ديارنا العذبات شمَّر … قراح وبرد ماء يداوي الغلايل
ونحيته رقاب القود عنهم وغربن … وعين الزبيدات لنجد مايل
لا صار ما عدل معادله عديله … ما ينقعد بالدار والشيل مايل
ولا صار ما حق الفتى بذراعه … هبيت يا حكم يجي بالدخايل
صبار على الزهدة بسوء فعلهم … بالنسب ما يوجد لهم بالقبائل
لئام لو حججتهم كعبة الرضا … يجازونك عنها بالبايرات الفسائل
وأقول من هذه الأبيات أن صح نسبتها لبهيج - هناك مؤشرات توحي بقدم تواجد الزبيديين في عقدة وأجا مستدلا بقوله: "جلونا عن ديارنا العذبات شمَّر".
وكذلك في قوله: "هبيت يا حكم يجي بالدخايل"، فهو يعتبر أنه أجلي من دياره ويمقت السلطة والحكم عندما تكون "بالدخايل" أي بالدخول مع الآخرين، والزبيديون هم أبناء عم لعشيرة عبدة القحطانية، حيث إن زبيدا ينتهي نسبها إلى مَذْحِج "مالك" من قحطان.
وقد استشهد شعراء شمَّر ودللوا على نفوذهم وسلطتهم على جبل أجا حيث قال شاعرهم:
يا شارخ اركب فوق ناب النسانيس … حرّ هميم من نجايب نضاها
نوّخِ على عدوان وسيّر على نعيس … وقل الدار دار اللِّي بسيفه حماها
الدار لليتمان لو يزغل نعيس … ولو يغضب التومان واللي وراها
قبلك بهيج حدروه السناعيس … من عقدة اللِّي ما يزحزح قناها
ومهما تواترت الروايات وتكررت الأقاويل حول شمَّر وبطونها وأفخاذها وعشائرها ودور عبدة فيها فلم يجد الباحث ما يستند إليه مدونا حتى بداية القرن
(١) تاريخ نجد في عصور العامية - أبو عبد الرَّحمن بن عُقيل الظاهري - ص ٦١.