ومع قناعتي بأن هناك من سيعترضني على بعض ما أوردته ولكن بكل امتنان أدعوه لاطلاعي أو الكتابة لي بما لديه لأهتدي به فيما بعد وأعتمده في الطبعات اللاحقة وتعدد القبيلة مثار خلاف منذ عصور بعيدة، فخذ مثلا الوبير وهو يخاطب محمد بن رشيد بقوله:
الله يعينك يا موارث عطيه … كيف أنت يا شيخ كسبت النواميس
أوصيك أنا بالعزوة الشمريه … يا شيخ ترهم زوبع والسناعيس
وأهل اللحيسة كان هي بالحميه … وأولاد علي مخضبين المتاريس
هكذا حددهم الوبير بزوبع (سنجارة والسناعيس عبدة وأهل اللحيسة الأسلم وأولاد علي الدغيراث) وعودة إلى هجرة عبدة من الجنوب إلى منطقة الجبلين وفق ما ذكر الدكتور العثيمين بأن الشيخ متعب السبهان أفاده أنَّها في القرن العاشر نشأت إمارة آل رشيد.
أقول أن هناك رواية أنقلها عن الشيخ عبد الكريم بن محمد السالم السبهان (١)، حيث ذكر أن عبدة لَمْ يكن نزوحها من الجنوب إلى الشمال مُرّة واحدة وإنما كانت عدة مرات، فقد ذكر في روايته أن بعضًا من عبدة التي استقرت في الجبلين عادت مُرّة أخرى إلى الجنوب، وظلت هناك مدة من الزمن لَمْ يحدد طول تلك المدة ثم بعد ذلك عادوا مُرّة أخرى إلى الجبلين ووجدوا أن قبيلتهم "شمَّر" من الضعف بحيث إن بعض القبائل استولت على بعض مواطنهم وذكر بالتحديد زبيد ورئيسهم بهيج الذي كان يسيطر على شرقي جبل أجأ وأوديتها وقرية عقدة بالذات وأن العائدين من الجنوب غضبوا لما وصلت إليه قبيلتهم ولاموهم على عدم الذود عن مواطنهم، وقادوا الصراع ضد الزبيديين وانتهى ذلك الصراع بإجلاء بهيج وقومه بني زبيد من عقدة ومن الجبل وعند ذلك عادت السيادة الكاملة لشمَّر وصارت الرئاسة لعبدة من شمَّر.
(١) الشيخ عبد الكريم بن محمد سالم السبهان، من مواليد عام ١٣٣٨ هـ، أورد هذه الرواية نقلًا عن الأقدمين ممن كانوا يحفظون ويرددون أخبار وروايات القبائل.