قلت: قُرة معروف أنها هلالية وبعضها حالف سُلَيْم وبعضها انضم لهلال في خروج ماضي بن مقرب معهم عندما تزوج الجازية والباقي في برقة بليبيا - كما أسلفنا، أما عَدْوان فهم من قيس عيلان وبعضهم في حلف هلال وهي لها باقي في بلادها بالمملكة العربية السعودية حتى الآن، والطرود من فَهْم من قيس عيلان وبعضهم في حلف هلال، أما عزة وناصرة فهي قبائل من سُلَيْم منذ القرن الخامس الهجري، وقد رجح ابن خلدون نسب ناصرة لذباب بن مالك.
وشمال والصحيح (ثمال) ذكرهم ابن خلدون من هيب في برقة.
[توضيح آخر من المدني الجزائري]
ذكر أحمد توفيق المدني: أن قبيلة يزيد من ذباب بن مالك مستقرة في منطقة مدينة سور الغزلان. وعن قبيلة مرداس بن عوف فقال: إنها في نواحي مدينة قسنطينة وقرب عنابة أو ما بين المدينتين في شمالي شرق الجزائر، وذكر أن مرداس هؤلاء لم يحافظوا على أصولهم العربية القُحَّة مثل سائر قبائل سُلَيْم البادية في أرض الجزائر، وقد التحمت مرداس مع بعض عشائر البربر بالجوار والمصاهرة ولكن عنصر مرداس العربي ابتلع العنصر البربري، وقد ظهرت رغم هذا الاختلاط سمة عربية على أفراد قبيلة مرداس.
وقال المدني: إن في القسم الجنوبي من أرض الواحات الصحراوية ومركزها مدينة ورقلة تشمل هذه المنطقة مناطق رملية شاسعة تُدعى الواحدة منها العرْق وهي موطن الأعراب البادية (الشعانبة) الذين يعتنون بتربية الإبل (المهارة) ويبلغ عدد فخوذهم نحو الثلاثين ألفًا، وبعد ذلك في عمق الصحراء الجزائرية يأتي الطوارق وهم من البربر وعددهم عشرة آلاف وعليهم سلطان يسمى أمينو كال وهو مسلم الديانة وظيفته حفظ الطوارق الملثمين تحت السلطة الفرنسية (ذاك الوقت أيام الاستعمار الفرنسي لدول غرب إفريقية)، ويسمي الأعراب في الجزائر منطقة ما وراء بلاد الهُقار (الطوارق) باسم "بلاد الرعب والعطش"؛ لأن القوافل تسير وسط الرمال المحرقة نحو الثمانين كيلو مترًا في اليوم لا تجد بئرًا ترتوي منه، وتبلغ هذه المغامرة ما يناهز ثلاثمائة كيلو متر، وكثيرًا ما راحت قوافل عديدة ضحية السراب والظمأ، ثم تبدأ بلاد السودان الفرنسي (وقتئذ) وهي حاليًا دولتي النيجر ومالي.