والبديعة، والعويند، ودمج، ومشيطية، ومقاطبة، وعيينة، وقنا. ورغم هذه الجهود الموفقة للدولة فإن الناتج الزراعي كان محدودًا نظرًا لبدائية الأسلوب المتبع وعدم توفر المياه الغزيرة، إلا أنه نتج عن هذه الخطوة تغير السلوك الاجتماعي لأبناء قبيلة بني عطية فاستهووا حياة الاستقرار ورفض الكثير منهم العودة إلى حياة البداوة واتجهوا إلى المدينة لممارسة العمل الوظيفي واحتضنت النهضة العمرانية جزءًا منهم فأخذ الرجال يعملون ويتعلمون عن طريق المدارس الليلية ومكافحة الأمية وربما كان ذلك اجتهادًا ذاتيًّا.
وعندما خلف الملك فيصل أخاه المنك سعود -رحمهما الله؛ عام ١٣٨٤ هـ وبدأت في عهده حركة التنمية الشاملة تحدوها عزيمة صادقة، وقد نجح الملك فيصل في تحقيق الاستقرار الاقتصادي للبلاد، واستغل ثروة البترول الطائلة في تمويل برنامج طموح لتنمية بلاده، فكثرت المنافع وحظي التعليم باهتمام بالغ، ففتحت المدارس الحكومية بعدد فاق حاجة المدن والقرى إلى مضارب البادية في هجرهم، ونتيجة لذلك هجر الناس البادية ولم يبق فيها إلا طاعنًا في السن يهوى مهنة الرعي ولا يقبل لها بديلًا، أو من لديه هجرة مائية يزرع فيها ويرعى الماشية حولها، ومن خلال هذه المعطيات اتضح لأبناء قبيلة بني عطية قيمة الأراضي الواقعة في مدينة تبوك، فأخذوا في إنشاء المنازل المتواضعة داخل النطاق العمراني، وقد تم توزيع مخطط حديث على أبناء القبيلة يعتبر الخطوة الأولى التي دفعت أبناءها للعمل ليلًا ونهارًا في تشييد المباني الحديثة والأخذ بأسباب الحضارة لتخريج أجيال متعلمة تساهم في تطوير الحياة الاجتماعية كقبيلتهم، وفي عام ١٣٩٣ هـ تشرفت مدينة تبوك باستقبال حافل للملك الراحل فيصل بن عبد العزيز -رحمه الله، الذي قدم لافتتاح المدينة العسكرية، وبهذه المناسبة التاريخية احتشد أبناء قبيلة بني عطية للترحيب بجلالته، وقام الشيخ كريم بن عطية -رغم كبر سنه- بالاستعراض أمام جلالته على رأس كوكبة من الفرسان من أبناء القبيلة يتبعهم أرتال من الهجانة وهم يرددون أجمل عبارات الترحيب بمقدمه، فأمر جلالته بتوزيع المزيد من الأراضي على أبناء بني عطية وغيرهم من القبائل