وقال القدماء: ثم في نحو عام ٨٣٨ هـ الموافق ١٤٣٥ م، أجلب المحتمون بالدواودة على بعض النواحي وانضمت لهم جموع كثيرة فالتمس الوالي من الدواودة إخراجهم من أرضه فارتحلوا جميعا إلى الزاب ووادي سوف ورجع منهم البعض إلى نواحي طرابلس، وكان دخولهم إلى سوف في حدود عام ٨٤٠ هـ الموافق ١١٣٧ م، فنزلوا بنواحي الحجرة الآن، ثم بعد سنتين بنو قريتين إحداهما كانت بالمكان المُسمى الهنسير غربي الحجرة، وثانيتهما بمكان جبانة (مقبرة) كوينين القبلية، وأكثرهم كان يجعل في زمن البرد حفرا عميقة كالآبار يثقبونها في جهة ويسكنونها بدل البيوت ويخزنون فيها ما يحتاجون إليه بحيث إذا مر أحد بتلك الأرض لا يرى فيها إلا قليلا من الناس وإذا حدث حادث وصاح صائح يراهم يخرجون من الأرض ويغطون وجه البسيطة، وكان البناء بذينك الموضعين قليلا يكاد لا يذكر، وسكنى الظاهرين كانت في الخيام وزرائب الحلفاء.
وكانوا يذهبون إلى طرود فيشترون منهم ما يحتاجون. واختلطوا معهم في كثير من الأشياء يتأثرون لمصاب بعضهم بعضا، فإذا حلت نائبة بأحد من بني سُلَيْم أو من معهم يذهب إليهم طرود يتوجعون معهم ويقيمون عندهم الأيام العديدة، وإذا أصاب بعض طرود شيء يفعل معهم بنو سُلَيْم مثل ذلك.
ثم طال أمد السكنى واختلط طرود وبنو سُلَيْم ومن معهم وتصاهروا وانتقل كل لمحل الآخر عند رغبته أو إرادته القرب من قريبته المتزوجة هناك وصاروا جميعا كالقبيلة الواحدة لكن غالب طرود كانوا بالوادي وغلب سُلَيْم بالهنشير ومحل مقبرة كوينين ونحوهما.