للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وِرَادًا وَحُوّا مُشْرِفًا حَجَبَاتُهَا … بضنَاتِ حِصَانٍ قَدْ تُعُوْلِمَ مُنْجِبِ

وَكُمْتًا مُدَمَّاةً كَأنَّ مُتُونَهَا … جَرَى فَوْقَهَا واسْتَشْعَرَتْ لَوْنَ مُذْهَبِ

فَلَمَّا بَدَا حَزْمُ القَنَانِ وَصَارَةٌ … وَوَازَنَّ مِنْ شَرْقيِّ سَلْمَى بِمَنْكِبِ

أَنْخْنَا فَسُمْنَاهَا التِّطَافَ فَشَارِبٌ … قَلِيلًا وآبٍ صَدَّ عَنْ كُلِّ مَشْرَبِ

يُرَادِي عَلَى فَأسِ اللِّجَامِ كَأنَّمَا … يُرَادي به مِرْقَاةُ جِذْعٍ مُشَذَّبِ

وَشَدَّ العَضَاريطُ الرِّحَالَ وَأُسْلِمَتْ … إِلَى كُلِّ مِغْوارِ الضُّحَى مُتَلَبِّبِ

فَلَمْ يَرَهَا الرَّاؤُونَ إلا فُجاءَةً … بِوَادٍ تَنَاصِيهِ العِضَاةُ مُصَوَّبِ

ضَوَابِعُ تَنْوِي بَيْضَةَ الحَيِّ بَعْدَمَا … أَذَاعَتْ بِريعَانِ السَّوَامِ المُعَزَّبِ

رآى مُجْتنُو الكُرَّاثِ مِنْ رَمْلِ عَالِجٍ … رَعَالًا مَطَتْ مِنْ أَهْلِ شَرْجٍ وتُنْضُبِ

فَأَلْوَتْ بَغَايَاهُم بِنَا وَتَبَاشَرَتْ … إِلَى عُرْضِ جَيْشٍ غَيْرَ أَنْ لَمْ يُكُتَّبِ

فَقَالُوا: أَلا مَا هَاؤُلاء وقَدْ بَدَتْ … سَوَابِقُهَا فِي سَاطِعِ مُتَنَصِّبِ

فَقَالَ بَصيرُ يَسْتبِينُ رِعَالَهَا … هُمُ وَالإلهِ مَنْ تَخَافِينَ فَاذْهَبِي

فَذُوْقُوا كما ذُقْنَا غَدَاةَ مُحَجَّرِ … من الغيظ فِي أَجوافِنَا والتَّحَوُّبِ

أَبَأنَا بِقَتْلانَا مِنَ القَوْمِ مِثْلَهُمْ … وَمَنْ لا يُعَدُّ منْ أَسِيرٍ مُكَلَّبِ

نُخَوِّي صُدُور المشْرَفِيَّة منْهُمُ … وكُلَّ شُرَاعِيِّ مِنَ الهِنْدِ شَرْعَبِ

بِضَرْبٍ يُزِيلُ الهَامَ عَنْ سَكَنَاتِهِ … وَيَنْقَعُ مِنْ هَامِ الرِّجَالِ بِمَشْرَبِ

فَبِالقَتْلِ قَتْلٌ والسَّوَامِ بمِثْلِهِ … وبالشَّلِّ شَلُّ الغائطِ المُتَصَوَّبِ

وَجَمَّعْنَ خَيْطًا مِن رِعَاءٍ أَفَأَنَّهُمْ … وَأَسْقَطْنَ مِنْ أَقْفَائِهِمْ كُلَّ مِحْلَبِ

فَرُحْنَ يُبَارينَ النِّهَابَ عَشِيَّةً … مُقلَّدةً أَرَسَانهَا غَيْرَ خُيَّبِ

لابد أن زيد الخيل حين وصف من يغير على قبيلتي غني وباهلة بالخيبة، قد أحس بأحد أمرين: إما أن تكون القبيلتان على درجة من القوة والشجاعة، بحيث يخيب من يغير عليهما، أو أن أموال القبيلتين محرزة محمية، كالحال في الغالب من مال باهلة، إذ هي قبيلة متحضرة يقل عندها النعم، وتكثر العقارات كالآبار

<<  <  ج: ص:  >  >>