حدثني الشيخ هليل الصهابين أن المعروف لدى العربان أن بلِّي كانوا ذوي عدد وشرف وهم أول من نزل مصر من العرب لقربهم منها؛ لأنهم يسكنون شرقي جُهَيْنة على خليج العقبة.
الفريق النازل من بلِّي في بئر السبع قليل عددهم (٣٠٠)، وهم يقيمون في خربة تدعى "أم دبكل"، وينقسمون إلى أربع فرق هي: العرادات، والقرينات، والهروف، والزبالة، وسمهم المحجن.
كانوا أولاد تابعين لابن عطية، ثم صاروا مع الهزيل، وذلك بعد حرابة عودة وعامر؛ وأول من شيخوه عليهم مريزيق الكنيشي، ثم مسعد الهرفي، فسالم أبو لمونة، فهليل الصهابين شيخهم الحالي.
وهناك فرق أخرى من بلِّي تعيش في سيناء بقيادة كبيرها "حسين بن طحيمر" وآخرون في الحجاز نارلون في "الوجه" و "العلا" وكبيرهم "سليمان بن رفادة" منحه الأتراك رتبة الباشاوية وعددًا من الأوسمة، ويحكي عنه أنه كان فارسًا مغوارًا، وبعد موته أقام الملك عبد العزيز آل سعود ولده "إبراهيم بن سليمان" شيخًا على قومه، فغضب لذلك ابن عمه "حامد بن رفادة" الملقَّب بالأعور؛ ذلك لأنه كان يطمح لأن يكون هو الشيخ، ولم يمض على ذلك زمن كبير حتى استغل هذا جماعة من الحجازيين فقاموا يحرضون حامدًا ضد ابن عمه إبراهيم وبالأحرى ضد الملك عبد العزيز آل سعود .. وتسلل هذا إلى البقاع الواقعة في شمال الحجاز، ولكنه لَمْ يكد يجتاز مرحلة يوم أو بعض يوم حتى ارتد هو ومن معه على أعقابهم. وقد لاقى بعضهم حتفه في المعركة الحاسمة التي جرت بينهم وبين السعوديين في "مويلح" بالقرب من ضبا، كما أن ابن رفادة نفسه وأولاده كانوا بين المقتولين.
وعلى أثر هذه الحادثة تشتت شمل فريق كبير من بلِّي وتمزقوا أيدي سبأ، وقد رأيت كثيرين منهم هائمين على وجوههم في ديار السبع. وحدثني بعضهم أن