وكانت مساكن جُهَيْنة في تلك المحافظة وهي نواة ذلك المركز تُعدُّ من توابع قرية المراغة التي صارت قاعدة لمركز المراغة بتلك المحافظة فيما بعد.
ثم انفصلت تلك المساكن مع نطاقها الزراعي من قرية المراغة، وصارت قرية مستقلة في القرن العاشر الهجري، وهي تُعدُّ أقدم ما بقي من التجمعات السكنية الجهنية.
وقد أسهم الجهنيون في التصدي لقوات الاحتلال الفرنسي في زمن الحملة الفرنسية على مصر، وقد آزرتهم الجماعات المسلحة التي قدمت من ينبع عبر البحر الأحمر، في المعركة التي دارت بينهم وبين بعض الفرق التابعة للجنرال "ديزيه" في ١٠ ابريل سنة ١٨٩٩ م.
ويقول علي باشا مبارك في معرض حديثه عن قرية جُهَيْنة هذه في كتابه الخطط التوفيقية:(وأهلها أكثر من عشرة آلاف نسمة من عرب جُهَيْنة القبيلة المشهورة، ولهم كرم رائد، وشهامة وفصاحة لسان، وذكاء وفطنة، وثبات جنان). وذكر أنهم أصبحوا يعاملون معاملة الفلاحين - أي لَمْ يعودوا يعاملون معاملة البدو الذين كان يطبق عليهم نظام إداري خاص - إلى أن قال:(ولهم خبرة تامة بفلاحة الأرض ويقتنون جياد الخيل، وفارة الحمير، وعراب الإبل) وذكر عائلتها المشهورة في زمنه وهي (بيت البسة، وبيت أبي خبر، وبيت الحويج) ومن عائلاتها التي ذكرها محمد الهاشمي في كتابه "الدرر الذهبية في أصول أبناء الأمة العربية" آل واصل، وآل الضبع، وآل عاصم، وآل عامر، وقد نزح بعض هذه العائلة الأخيرة إلى حيث كوَّنوا قرية جديدة بمركز المراغة أطلق عليها (عامر).
وفي سنة ١٩١٣ م أنشئت قرية جهنية أخرى بالقرب من تلك القرية فعُرفت القرية القديمة باسم (جُهَيْنة الغربية) وعُرفت القرية الجديدة باسم (جُهَيْنة الشرقية) وصارتا تابعتين لمركز طهطا.
وقد تكونت جُهَيْنة الشرقية من ضم أربع قرى صغيرة متجاورة إلى بعضها وهي قري (أبو الخير وأولاد حمد وحسام الدين وبني رماد) وتحمل كلّ منها اسم عائلة من العائلات الكبرى التي تضم كلّ منها مجموعة من الأسر الجهنية.