للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجبارنة فوزًا باهرًا وسببت جلاء الفوائد من برقة إلى مصر، وقد حصلت هذه المعركة في موقع الرجمة فقتل أثناءها صميدة بن حمدي مرابط زعيم الفوائد وكان القاتل صميده بن عبد النَّبِيّ مطيريد زعيم الجبارنة وتربط القاتل والمقتول روابط عائلية فأُماهما أختان شقيقتان ولا زال قبر صميدة بن حمدي معروفًا بموقع المطيمرات (١) وانسحب الفوائد عقب قتل ابن زعيمهم إلى موقع سمالوس، وهكذا تم النصر للجبارنة وتم إخلاء الفوائد واندحارهم بعد معارك طاحنة أظهر فيها كلّ فريق من المتحاربين قوة وشجاعة، واستمر انسحاب الفوائد إلى مصر ومعهم قسم من قبيلة العرفا الموالين لهم وبقي الجبارنة ببرقة منتصرين واستولوا على كلّ ما يملكه الفوائد من العقارات وغيرها، ثم بعد إجلاء الفوائد أخلفهم الجوازي في العتو والطغيان ضد العلايا فكان نتيجة ذلك حرب أخرى حصلت بين العلايا والجوازي نتج عنها إجلاء الجوازي أيضًا، وسنذكره في غير هذا المحل وإنما نذكر هنا أن الجوازي لما نزحوا إلى مصر حصل بينهم وبين الفوائد حرب أخرى بمصر وفي إحدى المعارك انتصر الفوائد على الجوازي فقالت ضارية طبل الفوائد وقد تذكرت إجلاء قومها من برقة عن أيدي الجوازي أغنيتها البدوية وهي:

اتلوذوا مع السيسان … اكفا في جلانا لولي

ولو شئنا أن نثبت هنا كلّ ما قيل نحو هذه الحروب من الطرفين وما قالته ضاربة طبل كلّ منهما لضاق بنا المقام ولكننا اختصرنا الكتابة فلم نتعد الإشارة اكتفاء بأسباب الحرب ونتيجته ونذكر هنا بيتين من الشعر البدوي يستدل بهما


(١) عندما التقى الجمعان في معركة الرجمة طلب صميدة بن مرابط أن يبارز ابن خالته صميدة بن عبد النَّبِيّ وكان هذا الأخير شابًا صغيرًا فتمنع قومه عن ذلك وأبوا أن يسمحوا له بالمبارزة، فقال عبد النَّبِيّ: لابد من خروج ابني يبارز ابن خالته وما لأحد منا مدخل بينهما فخرج صميدة وطلب من ابن خالته صميدة بن حمدي أن يبدأ بعملية الضرب ففشل ثم جاء دور صميدة بن عبد النَّبِيّ فملأ بندقيته ولهد عليه ولما قرب منه فرغ بندقيته فالتهبت النار في حميدة وقتل وفي ذلك تقول (حبق):
أن فرغ اتشيط النار … اصميدة ولد عبد النَّبِيّ
ويقول الآخر:
ابعيني صميدة قرن في صميدة … وثاب الغبار وبارود داير ف السما تيار

<<  <  ج: ص:  >  >>