للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثَنْيَة حِصْن ابن عصام الباهلي معدن ذهب وقال: ذو طلوح: أعلاه حصن بني عصام صاحب النعمان بن المُنْذر، وقال عن سواد باهلة: أوله من مشرقه بلد يقال له القُوَيْع، ثم أعلى منها حصن آل عصام، وهم من ولد عصام خادم النعمان -إلى آخر ما ذكره- وكان هذا المعدن مستغلا حتى آخر القرن الثالث الهجري، كما يُفهَم مما ورد في كتاب "المناسك" في ذكر المنابر في نجد، قال: ومنبر بالحصن حصن بني عصام، وهو لباهله. انتهى. يعني أنه كان في ذلك العهد مقر اجتماع تُصَلَّى فيه الجمعة. ولم يذكر في بلاد باهلة منبرًا غيره.

وهذا المعدن يقع بمنطقة القُوَيْعِيَّة، وتلك الجهات تكثر فيها المعادن التي لا تزال آثارها باقية، وهي في القديم من بلاد باهلة، وسيأتي ذكر معادن أخرى فيها لا يزال بعضها معروفًا باسمه القديم.

وقال الأستاذ سعد بن جُنيدل (١): ويبدو لي أن ثنية ابن عصام هي الثنية الواقعة في أعلى وادي مُحَيْرقة، وتدعى في هذا العهد ربع العُتَيْبي، والبعض يقولون لها: ريع الفُقَيْسَة، وأن وادي مُحَيْرِقَة هو وادي ذي طُلُوح، لأن تحديد ذي طُلُوحٍ وثنية ابن عصام ينطبق عليهما، وتقع غرب بلدة القويعية على بعد ٣٠ كيلا.

وقال أيضًا: ريع العُتَيْبي ثَنيَّةُ بين جبال سُود، وهي امتداد لأعلى وادي مُحَيْرقة، يمتد غربًا ويفيض في أعلى وادي السَّرْداح، تحف به جبال سود غير عالية، ويطل عليه حين ينتحي غربًا صوب السرداح جبل العتيبي عاليًا، فيه مياه وآثار تعدين قديم، كما يقابله من الجنوب جبل أسود يدعى (أم الفُهُود) فيه آثار تعدين قديم، وعلى طول امتداد هذا الريع (الثنية) ترى آثار التعدين وحُفَر المناجم العميقة، وحولها كتابات بالخط الكوفي أدعية وأسماء وصلوات على النبي محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-، ويبعد عن القويعية غربًا بنحو ٣٠ كيلا. وكرر القول بأن ثنية ابن عصام هي ريع العُتَيْبي في رسم (العتيبي) وقال عن ريع المشْعر: وقد غلط من قال: إن ريع المشعر هو ثنية ابن عصام، ومن زار هذه الثنايا وشاهد معالمها يتبين له بدون شك أن ثنية ابن عصام هي ريع العتيبي.


(١) "عالية نجد" ٦٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>