أنه دثر أو دفنته الرمال، وكانت بعثات ورحالة أجانب يزورون هذه المنطقة حتى منتصف هذا القرن العشرين الميلادي، وعرَّف الرحالة مع الحجاج هذه الديار باسم مغاير شعيب أو النبي شعيب.
والبَدْع تعتبر واحة خصيبة تتوسط وادي عفال ذو المياه الدافقة العذبة إلى الغابة الباردة إلى النهاية الجارية والتي يوجد بها نخيل بطرفها، وطول الوادي حوالي ١٨٠ كم، ومن روافده وادي الأبيض وطوله ١١٢ ميلا، وهذه الواحة ذات شهرة ضعيفة كمنتجع للصحة، وفيها آبار ضحلة عديدة ويبلغ عمق الواحد منها ثلاث أو أربع قامات، وتتلقى مياهها من الوادي. وقد اتصفت البَدْع بجمال موقعها وهي اليوم بها زرع لا بأس به على آبار ضخ ارتوازية، وقد سُميت البَدْع بهذا الاسم؛ لأن المساعيد عندما جاءوا عائدين إليها بعد موقعة غزة ومقتل أميرهم سليمان المنطار شرق مدينة غزة بعد سنوات طويلة، وكانوا يسكنوها منذ القرن السادس الهجري ولكنهم رحلوا إلى الشام، وبعد عودتهم إليها في أوائل القرن الثامن ابتدعوا فيها زراعات جديدة أو أمورًا كانت غير موجودة مثل حفر الآبار وقيام المزارع فسميت البَدْع، وتحيط بالبَدْع ثلاث صفراوات جبلية تُشرف الأولي من الشمال الشرقي وهي جبال طينية، والثانية من الشرق وهي ضخمة ممتدة بامتداد وادي عفال، والثالثة صفراء شعيب وتشرف من الغرب وفيها حفائر شعيب الأثرية القديمة، وعليها أسلاك الآن تحفظها من قبل هيئة الآثار السعودية، وكان بداخلها توابيت عليها جثث مُكَفَّنة بقماش أبيض كما يقول الرواة من سكان البَدْع من المساعيد، ويقع إلى الغرب من البَدْع بلدة قيال في وادي قيال، وهي قرية صغيرة تقع على خليج العقبة وفيها بعض المزارع والنخيل القديمة ولها مئات السنين وكلها لقبيلة المساعيد وبعض الحويطات، ويتبع للبَدْع ثلاث قرى وفيها ستة عشر موردًا للبادية في تلك المنطقة، وكان عدد سكان البَدْع عام ١٩٧٤ م نحو ٣٤٦٣ ولعلَّهم في عام ١٩٩٣ م يناهزون الخمسة آلاف نسمة أغلبهم من المساعيد، وتبرز أهمية المنطقة في كونها ذات آثار ضاربة في جذور التاريخ وقد خطى على ثراها الطهور الأنبياء، وفيها مغائر شعيب الأثرية ومصلى شعيب وبئر موسى، كما أن مقابر وأضرحة نبطية لا تزال لها آثار باقية مما يؤكد امتداد مملكة الأنباط البائدة إلى تلك النواحي، ومن المعروف أن أشهر آثار الأنباط في البتراء جنوب المملكة الأردنية الهاشمية.