للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأفخاذها وبطونها، وتجاوزنا ذلك إلى أسماء ساداتها وثنياتها، وشعرائها وفرسانها، وجراري الجيوش من رؤسائهم، ومن ارتضت بحكمه فيما شجر بينها، وانقادت لأمره في تدبير حروبها ومكايدة أعدائها".

وحين سئل العتبي: ما بال العرب سمَّت أبناءها بالأسماء المستشنعة وسمت عبيدها بالأسماء المستحسنة؟

فقال: لأنها سمت أبناءها لأعدائها، وسمت عبيدها لأنفسها.

ورأى ابن دريد تدفعه الغيرة العربية أن يرد على الشعوبية ونحوهم بعض مطاعنهم على العرب، وأن يبين لهؤلاء القوم مذهب العرب في هذه التسمية مبينًا أسبابها وعلاتها معرجا في ذلك على الاشتقاق، وبذلك أفاد ابن دريد الأجيال العربية فائدة مركبة، في اللغة والتاريخ بأن حفظ لنا أنساب القبائل واجتهد في الاشتقاق اللغوي وربما حدث بعده الجدل في نقده وإنما ترك لنا أثرًا طيبًا، منه ننهل الفائدة والمتعة والمعرفة.

ولد حارثة بن عمرو (١) بن عامر؛ رَبيعَة وهو لُحَيُّ.

فولد ربيعة: عمرًا، وهو أبو خُزاعة، وهو أول من بَحَّر البحيرة، وسيب السائبة، ووصل الوصيلة، وحمى الحامي.

واشتقاق (خُزاعة) من قولهم: اتخَزَعَ القوم عن القوم، إذا انقطعوا عنهم وفارقوهم؛ وذلك أنهم انخزعوا عن جماعة الأسد (٢) أيام سيل العرم لما أن صاروا إلى الحجاز فافترقوا بالحجار فصار قوم إلى عُمان، وآخرون إلى الشام.

قال حسَّان:

فلما قَطْعنا بطنَ مَرٍّ تَخزَّعتْ … خُزاعةَ منافي جُموعٍ كَرَاكرِ

ومن بني عمرو بن لُحيّ تفرقت خُزاعة.

ومن قبائل بني عمرو: كعب، ومُليحَ، وسَعد.


(١) هو حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر.
(٢) الأزد - في نسب معد/ نهاية الأرب ٢٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>