وقال الشاعر سالم الحايف المري في هذه المعركة هذه الأبيات:
يا شيب عيني رأيت أنا الخيل طفّاح … شابت عيوني وأنبت الشيب رأسي
مثل الجراد إلى نثسر عقب مصباح … دافي وقد هو عايفٍ المماسي
يا عون يا اللي يوم الأنياب كلاح … ما عودوا في منع طابور (قاسي)
طقه شميمي فلاوينه طاح … متحدر من فوقها بنت كاسي
يستاهلون مزعفر البن لا فاح … وإن حبّوا العذرا فلا فيه باسي
جاءت أول مواجهة كبرى بين القبائل في الأحساء والقوات العثمانية النظامية والتي كانت بمثابة اختبار لفعالية الجنود العثمانيين واستعدادهم للقتال بعد أن تمكنوا من دخول القطيف والأحساء، عندعا احتشدت جموع من قبائل العجمان وآل مرة وغيرهم مبدية استعدادها لمناصرة سعود بن فيصل الذي كان يسعى لإخراج القوات العثمانية من الأحساء، وقد أثار هذا الحشد الكبير على مشارف الأحساء فزع قيادة القوات العثمانية في الأحساء وجعل قائدها الفريق محمد نافذ باشا يسارع إلى تغطية قلة عدد جنوده تحسبا لتطور الموقف فيعمد إلى تحنيد أفراد محليين كما سارع يستغيث بولاية بغداد لسرعة نجدته فأمدته على عجل (١).
استمر تحدي رجال القبائل للسلطة العثمانية في لواء الأحساء؛ ففي مطلع عام ١٢٨٩ هـ/ أبريل ١٨٧٢ م لم تتردد قبائل العجمان وآل مرة وبنو هاجر وسُبيع في الانحياز إلى محاولة آل سعود لاستعادة المنطقة من العثمانيين، وخاصة عندما هاجم سعود بن فيصل القطيف وضيق الخناق على العثمانيين فيها.
ففي عام ١٩٠٠ م أخرج جماعة من أقارب شيخ البحرين للصيد على ساحل الحساء، وفي ٣ ديسمبر من ذلك العام هوجموا من قبل عصابة من "آل مرة" وكان يقودها "راشد بن مقارح" زعيم فرع آل "بحيح" من تلك القبيلة، ولقد ارتكبوا جريمة شنعاء إذ قتلوا ثلاثة من شيوخ البحرين وحوالي عشرين خادمًا كانوا يرافقونهم انتقامًا لمقتل أحد أبناء ابن مقارح الذي كان قد قتل من قِبل رعايا شيخ البحرين في السنة السابقة. وفي أغسطس من عام ١٩٠١ م تقدمت السلطات
(١) الأمن الداخلي في الأحساء والقطيف وقطر أثناء الحكم العثماني - د. عبد اللَّه بن ناصر السبيعي ص ٦٣.