وعندما دخل العمرو بلاد الشوبك ونواحيها وجدوا الوحيدات يسيطرون على المنطقة وعربانها، وكانت الوحيدات تقطن منطقة غربي جبال الشراة ويُنسب إليهم وادي الوحيدي غربي معان، ومن ديارهم في تلك البلاد تلاع الوحَيْدي وهي تلك التلاع المقابلة لقرية الطيبة من الجهة الجنوبية الغربية، كما استوطنوا شمالي الشوبك ومن ديارهم المقارعية شمال غرب الشوبك، وفي ذكره للوحيدات قال عارف العارف (١): أنهم جاءوا من جبال الشراة في شرق الأردن ولهم هناك أراضي تدعى العجيج فيها عيون أهمها أَذْرح، كما كانت عشائر الوحيدات تملك منطقة أَذْرح والجرباء وما حولها وما زالت أغلب أراضي هذه المنطقة تسمى تلاع الوحيدي وثبت أنهم استوطنوا معان واتجهوا شمالًا لأَذْرح بالشوبك ثم البلقاء بالأردن، وبلغ من شأنهم ما يرويه شيوخ الطراونة المعروفين في بلاد الكرك ومعان أن الوحيدي كان ظالمًا وكان يجر جدهم الطرو على الشوك عاريًا!، وكان الطراونة يقطنون وادي موسى، وقد وردت أخبار للوحيدات تدل على مشاركتهم القوية بأحداث بلاد الشوبك والكرك عام ١٠٢٢ هـ الموافقة لعام ١٦١٣ م، ومنذ أن دخلت العمرو من بني عُقبة إلى تلك المنطقة اصطدموا بالوحيدات فدار نزاع امتد حتى الطفيلة، ففي عام ١٠٣٩ هـ - ١٦٢٩ م سار العمرو نحو الطفيلة فاحتلوها وذبحوا أميرها الوحيدي المُلقَّب بالمنصوري فجلا الوحيدات من المنطقة. وقال علي نصوح طاهر: إن العمرو اتجهوا نحو الطفيلة وكان حاكمها ظالمًا ويُعرف بالوحيدي ويسميه أهل الطفيلة بالمنصوري، فحاصروها وقتلوا الوحيدي بعد أن اقتحموا البلدة عنوة، ففرت عشيرة الوحيدات إلى شمال سيناء وغزة للالتحاق بباقي أقاربهم النازلين هناك في تلك المناطق.
وقد ذكر الأب جورج سابا وروكسي بن زائد العزيزي أن العمرو عندما قدموا لبلاد الطفيلة لم يحل دون تقدمهم في البلاد واصطدامهم بالوحيدات سكان الطفيلة والكرك بل ألجأوهم إلى الارتحال إلى غزة فحلوا محلهم، وما إن استقر العمرو ببلاد الشوبك والطفيلة وقد استقطبوا كثيرًا من العشائر ضد قبائل المنطقة الأقدم وجودًا والتي كانت تسيطر على تلك الأنحاء، فاتجهوا نحو بلاد الكرك
(١) وقال عارف العارف عن الوحيدات أنهم سادة أشراف من ذرية الحسن بن علي وأن الترابين في غزة يبجلون الوحيدي شيخ الوحيدات لشرف نسبه، وهذا يؤكده الرواة في سيناء أيضًا.