شمال بلدة الوجه بين ضبا واسطبل عنتر في شمال غرب المملكة العربية السعودية، ويقولون: إن القبيلة انقسمت في صدر الإسلام قسمين كبيرين هما: المسالمة وبني عمرو، وجدهما واحد اسمه معروف، وبسبب خلافات عائلية بين شيخ بني عمرو وزوجته عييفة شقيقة علي بن نجدي زعيم البطن الآخر من بني عُقبة (يعني المسالمة) نشبت نزاعات انتهت بأن المسالمة القوية طردت بني عمرو من ضواحي المويلح؛ وأرغمتهم على اللجوء إلى قبيلة الحجايا من شمَّر في ضواحي الطُفيلة، فاندمجوا بها وصاروا معها منذ ذلك قبيلة واحدة ولكنهم ظلوا يكنون العداء للمسالمة. قلت: ومعروف أن جد المسالمة والعمرو هو جد عموم المعاريف من بني عُقبة جُذام القحطانية الذين تفرع منهم المسالمة والعمرو. وقد ذكرهم الجزيري وأسماهم بنو عُقبة المعاريف وذكر أنهم من عربان الحمل للحج، أما علي بن نجدي شيخ المسالمة المذكور فقد تولى زعامة المسالمة بعد أبيه نجدي بن أبي بكر بن نجدي شيخ المسالمة في عهد الجزيري في أواخر القرن العاشر الهجري، وقد ذكره من زعماء المسالمة في عهده نجدي بن أبي بكر وأولاده علي بن نجدي ومن معهم وذكر أنهم من النجادة المسالمة وقال: النجادة منهم نجدي بن أبي بكر بن نجدي وغدير بن علي بن نجدي وأبو بكر ومن معهم من النجادة، وهذا يوضح لنا أن النزاع بين المسالمة والعمرو حدث بعد أن تسلَّم علي بن نجدي بن أبي بكر بن نجدي زعامة المسالمة بعد أبيه وهذا ما حدث في نهاية القرن العاشر للهجرة بعد وفاة الجزيري في عام ٩٧٧ هـ. وتجدر الإشارة هنا إلى أن نذكر أن العمرو لم يندمجوا مع الحجايا وكل ما بين القبيلتين هو أن العمرو أخوال للحجايا، وبعد نزاع المسالمة والعمرو ارتحل العمرو شمالًا باتجاه بلاد الطفيلة والكرك. وذكر علي نصوح الطاهر من العمرو قائلًا: إن هجرة العمرو من الحجاز كانت في القرن السابع عشر عام ١٦٢٩ م - ١٠٣٩ هـ، ويبدو أنهم أخذوا بالارتحال منذ عام ١٠٣٨ هـ - ١٦٢٨ م. وذكر أوبنهايم أن هجرة بني عُقبة إلى بلاد الكرك كانت في القرن السابع عشر الميلادي وهو يعني بني عُقبة العمرو، وذكر فردريك بيك وجود العمرو في بلاد الكرك قبل منتصف القرن السابع عشر أي قبل عام ١٦٥٠ م، وهو ما أشار إليه الأب جورج سابا وروكسي بن زائد العزيزي، وقد ورد لهم ذكر في أحداث بلاد الكرك خلال القرن السابع عشر الميلادي.