وعشرون دينارًا غير التشاريف السلطانية، وذكر الجزيري أن المساعيد أولاد الأمير سعيفان وغيرهم صاروا يتعرضون للجمال التي فرغت للحمل وهي متوجهة للقاهرة فينهبونها من أربابها، وتكرر ذلك منهم وتوالى شرهم واعتمادهم كذلك بين الأزلم والقاهرة، فضجر عربان الحمل من ذلك وشكوا لأمراء الركب المرة بعد الأخرى فلم يفدهم ذلك ولم يزدهم إلا خسارة!. وقد استقر المساعيد ببلاد الشوبك والكرك مع امتدادهم نحو البلقاء بشمالي الأردن، وكان يقطن في هذه معهم قبائل أخرى كالوحيدات والحماديين وغيرهم، وفي القرن التالي وقعت أحداث قَبَلية أدت إلى هجرة بعض قبائل تلك المنطقة كالمساعيد والوحيدات إلى أنحاء أخرى في البلقاء وفلسطين، وكان من أهم وأقوى هذه النزاعات نزاع وحرب المساعيد مع العمرو من بني عُقبة، ونزاع وحرب الوحيدات مع العمرو أيضًا وذلك بعد قدوم العمرو من شمال غرب الحجاز وتحالفهم مع أعداء كلا القبيلتين في القرن الحادي عشر للهجرة، وعن بني عُقبة قال الجزيري عام ٩٧٧ هـ / ١٥٦٩ - ١٥٧٠ م في شمال الحجاز خلال القرن العاشر الهجري: أن العمرو من بني عُقبة - جُذام هم جماعة عيون القصب وهي عينونة الواقعة إلى الجنوب من البَدْع على نحو ٥٥ كيلو، ويمتدون شمالًا حيث يجاورهم بطن آخر من بني عُقبة وهم الخرشة، ويجاور العمرو جنوبًا امتدادًا من عيون القصب، أي عينونا الى حدرة دامة بطن آخر من بني عقبة وهم المسالمة، وداما هو وادٍ يقع إلى الجنوب من مدينة ضبا على نحو ٢٨ كيلو، وذكر الجزيري من بدنات أو فروع العمرو: المتاريك والعوامرة والمزايدة.
وفي العهد التالي للجزيري في نهاية القرن العاشر الهجري حدث نزاع دموي بين بطون بني عُقبة، كان نتيجته أن طرد المسالمة أخوتهم العمرو الذين أخذوا في الارتحال شمالًا نحو بلاد الطُفيّلة والكرك، حيث توجد بطون أخرى من بني عُقبة كالخرشة إلى جانب قبائل المساعيد والوحيدات. وقد ذكر جورج أوغست فالين فيما كتبه في شباط عام ١٨٤٨ م حين مرَّ بالمويلح في شمالي غرب الحجاز والتقي ببني عُقبة القاطنين في نواحي المويلح وذكر هذا النزاع فقال:
يروي بنو عُقبة أنهم كانوا في الماضي البعيد قبيلة كبيرة ذات نفوذ وتملك الأراضي الممتدة من شاما إلى داما، وشاما تعني صحراء سوريا، وداما هو وادٍ