وإعداد الطعام والقهوة وفرقة "القُلوط" وهم طلائع القافلة أو عينها التي تسبقها لتطمئن إلى أمن الطريق وفرقة "الملاحيق" وهي التي تكون في مؤخرة القافلة مع الرعيان لحث المتأخر من القافلة و"خُبر" أو فرق الحراسة المسلحة التي تنقسم بدورها إلى أربعة أقسام: قسم عن يمين القافلة والآخر عن يسارها وثالث أمامها ورابع خلفها، و"خُبرة" أو فرقة المعرفين من أفراد القبائل التي ستمر القافلة بأراضيها أثناء عبورها إلى غير ذلك من الهيكل التنظيمي للقافلة الذي سنرى في مكان آخر من الكتاب تفصيلا عنه، وهناك أيضًا تنظيم للبيع والشراء في السوق وتنظيم شبه قضائي وهو الذي يتولى النظر في الأمور موضع الاختلاف ويحل الإشكالات التي تحدث بين العقيلات أنفسهم أو بين العقيلات وبين من يبيع عليهم أو يشتري منهم وأحكام هذا التنظيم غالبًا ما تكون مستقاة من أحكام الشريعة الإِسلامية أو ما هو متعارف عليه بين القبائل العربية من العادات والأعراف والتقاليد، وغالبًا تكون الأحكام بالتراضي بين الطرفين المختلفين وتفض في حينها من قبل هذه التنظيمات التي تكون بصحبة القافلة، ونادرًا ما يحتاج العقيلات للمداعاة القضائية إلا في أمور يستعصى حلها على المجلس القضائي أو العرفي، ويروى أن أحد العقيلات لم يرضه الحكم الذي صدر عن هذا المجلس فدعى خصمه إلى القاضي الشرعي وذكر له موضوعه الذي لم يستطع قضاء العقيلات أن يصل فيه إلى حل يقنعه وذكر للقاضي ما توصل إليه العقيلي، فقال له القاضي: هذا هو حل موضوعك وليس لك عندي من حل شرعي إلا ما توصل إليه الرجل، يعني قاضي العقيلات وهو لا يسمى مجلس قضاء وإنما يسمى المجلس العرفي لحل المشاكل الصغيرة حسب ما تم التعارف عليه مما تكون جذوره ومنبعه من الشريعة الإِسلامية، هذه التنظيمات التي يتمتع بها العقيلات لكل شأن من شئونهم، وفوق هذا فإن لكل عقيلات منطقة رئيسا يكون على أمرائهم ورؤسائهم يعودون إليه في شئونهم وهو بدوره يمثلهم لدى السلطات الحاكمة في البلد الذي يحلون فيه ويحل مشاكلهم أو يحصل على حقوقهم لدى تلك السلطات أو يتكلم باسمهم عندما يكون هناك أمر يتعلق بالعقيلات، فقد ذكر ابن عيسى في حوادث عام ١٢٥٨ هـ/ ١٨٤٠ م أنه كان لعقيل رؤساء متعددون بحسب مناطقهم التي نزحوا منها فهناك سليمان الغنام من أهل العارض في بغداد وهو من أهل ثادق،