لعبد الرَّحمن الأنصاري من أهل القرن الثاني عشر الهجري، سماه مؤلفه باسم (تحفة المحبين والأصحاب في معرفة ما للمدنيين من الأنساب) ولكن هذا الاسم الطويل أُهمل لدي عوام المدينة وبعض خواصها فصار اسمه المعروف لديهم في أكثر الأحيان هو (القُرْميَّة) باعتبار أنه يتحدث عن أرومات النّاس في المدينة وأحوالهم وأنسابهم، ووجود هذه الصيغة في "التجديدات الثلاثة للوثيقة" التي تبدأ من سنة ١٢٥٨ هـ يدلنا على صحة ما ذهبنا إليه من أن "النصر" الذي بين أيدينا منها الآن هو "منقول من التجديد الأول بالمعنى لا بالألفاظ، ولابد أن الأصل الأول بـ ١٩٥ هـ و ٣١٠ هـ قد فقد أو هو شبه مفقود.
وثانيًا، إن الوثيقة تعطينا تحديدا مقبولًا لدى الجانب السُّلَمي الخاص به: "بني عَلا" ولدي من يُصالونهم فيه من قبيلة حرب واعتمادها من قبلهم يدلنا على علمهم واعترافهم بأنها قديمة وعليها المعول، ومفهومنا هذا الذي يقول بأنها معتمدة لديهم، هو بحسب منطوقها الذي بين أيدينا ليس غير.
وثالثًا - تذكر الوثيقة أن الأراضي المحدودة بموجبها هي تخص "بني عَلا"، وبنو علا من سُلَيْم، وقد ذكرهم الشاعر السُّلَمي مطلق بن عُضيب في قصيدته المنشورة في الفصل الذي عقدناه لشعراء الشعر النبطي من بني سُلَيْم في أواخر هذا الكتاب، ويفيدنا حسين بن هندي السُّلَمي بأنهم قدماء وأن نسلهم لا يزال موجودًا حتى اليوم.
ورابعًا - ورد في الوثيقة اسم "الشُّعْبَة"، وقد سبق لنا في فصل (ديار بني سُلَيْم الأصلية) أن (الشُّعْبَة): (موضع قرية قديمة مندرسة لَمْ يبق إلَّا آثارها وبعض الأطُم البسيطة والمتهدمة جوانبها وأطرافها، وآثارها كثيرة منها كتابات قديمة قد تكون عبادية، ومنها صُور لوحوش وحيوانات كانت في هذه المنطقة).
وخامسًا - ورد اسم (الزُّبَيْري) في الوثيقة، وربما كان هؤلاء السُّلَميون ينتسبون إلى جد لهم اسمه الزُّبَيْر، وصحة النسب الجماعي إلى الزبير (زُبيريون).
كما ورد فيها اسم "الرَّبَعي" نسبة إلى ربيعة، ويعنون بالربعي: الربعيين، والربعي في نسبة المفرد إلى ربيعة صحيحة مثل بُجيلة وبَجَلِي، وحنيفة وحنفي.