للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بقبيلة بني عبد الله بن غطفان، ونجد الشاعر مزرد بن ضِرار الغطفاني يقول في هجائه لكعب بن زهير:

وأنت امرؤٌ من أهل قُدْس وآرةٍ … أحلتك عبد الله أكناف مُهبل (١)

ونجد من أخبار عُقبة بن كعب بن زهير أنه كان يشبب بامرأة من بني عبد الله بن غطفان اسمها ليلى، ولقبها سوداء، وكانت تنزل الغميم من بلادهم، وأن ابنه العوام بن عُقبة كلف بها، وكانت تهواه فخرج إلى مصر في ميرة فبلغه أنها مريضة فترك ميرته ورجع نحوها، وقال من قصيدة:

ونبئت سوداء الغميم مريضة … فأقبلت من مصر إليها أعودها

ثم عرف أنها في عافية فرجع لميرته فماتت فبلغه الخبر فقال:

سقى جدنا بين الغميم وزلفة … أحمُّ الذُرَى واهي العزالي مطيرها (٢)

ولقد خلَّد زهير بن أبي سُلْمى المُزني ذكر هذه القبيلة بالرائع الجيد من شعره.

وروى الإمام ابن جرير الطبريِّ بسنده إلى عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: بينما عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - وبعض أصحابه يتذاكرون الشعر، فقال بعضهم فلان أشعر وقال بعضهم: بل فلان أشعر. قال: فأقبلت، فقال عمر: قد جاءكم أعلم الناس بها. فقال عمر: من أشعر الشعراء يا ابن عباس؟ قال: فقلت: زهير بن أبي سُلْمى. فقال عمر: هلمَّ من شعره ما تستدلُّ به على ما ذكرتَ. فقلت امتدح قومًا من بني عبد الله بن غطفان فقال:

لو كان يقعد فوق الشمس من كَرَم … قوم بأوَّلِهم، أو مجدهم قعدوا


(١) "معجم ما استعجم" ص ١٠٥١.
(٢) "إصلاح ما غلط فيه النمري مما فسره من أبيات الحماسة" ص ٦٧ نسخة دار الكتب المصرية المخطوطة رقم ٨٠ أ د ب س.

<<  <  ج: ص:  >  >>