للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحالفوا أهلها، من أولئك عُقبة بن وهب بن عبد الله بن غطفان، وهو الصحابي الجليل - وسيأتي ذكره - وهناك عدد من الصحابة من الأنصار أهل المدينة أمهاتهم من بني عبد الله بن غطفان، ومنهم عبد الله بن جبير من عمرو بن عوف، وأخوه خوات بن جبير وهو صاحب ذات النحيين، وأختهما حبتة بنت جبير ونسيبة بنت رافع بن المعلى (١).

٥ - كما كان لهذه القبيلة صلة بقبيلة مُزَيْنة، قال صاحب "الأغاني" (٢): كان بنو عبد الله بن غطفان جيران مُزَيْنة. وهذا القول فيه ما فيه، فالمعروف أن بني عبد الله يسكنون في نجد كما تقدَّم، ومُزَيْنة في الحجاز، بقرب المدينة وبفصل بين القبيلتين منازل كثيرة من فروع غطفان ممن يسكن غرب بلاد بني عبد الله، ويورد صاحب "الأغاني" (٣) خبرًا عن صلة آل أبى سُلْمى المزنيين الذين منهم الشاعر زهير بن أبي سُلْمى فيقول بأن أبا سُلْمى أقبل بمزينة مغيرًا على بني ذبيان بعد أن جرى بينه وبينهم خلاف حينما منعوه من غنيمته من قبيلة طيئ، وكان قبل ذلك مع بني ذبيان لخؤولته، فأقبل بمزينة حتى إذا أسهلت وخلفت بلادها، وبلغت أرض غطفان هربت منه راجعة وتركته وحده، فقال في ذلك:

من يشتري فرسًا لخير غَزْوُها … وأبت عشيرةُ ربَّها أن تُسْهِلا؟

يعني أن مُزَيْنة أبت أن تنزل السهل، ثم أقبل حين رأى ذلك من مزينة حتى دخل في أخواله بني مُرة، فلم يزل هو وولده في بني عبد الله بن غطفان إلى اليوم، ومنزلهم بالحاجر، وكانوا فيه في الجاهلية، ويضيف: وكان أبو سُلْمى تزوج من بني مُرَّة بن عوف بن سعد بن ذبيان، فولدت له زهيرا وأوسًا، وتزوج ابنه زهير الشاعر كبشة بنت عمار بن عدي بن سحيم من بني عبد الله بن غطفان فولدت له ابنه كعبًا الشاعر وغيره من أولاده (٤)؛ ولهذا نجد كثيرًا من أخبار زهير وابنه كعب وأبنائهما وأحفادهما ذات صلة


(١) "طبقات ابن سعد" ج ٣، ص ٤٧٥ وص ٤٧٧، وج ٥، ص ٣٥٣، ٣٩٣.
(٢) ج ٩ ص ٤١.
(٣) ج ٩، ص ٤١ و ١٤٨.
(٤) الأغاني ج ١٤، ص ١٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>