للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في المدينة. وهذا خبر صاحب "الأغاني" (١): أغار زيد الخيل الطائي على بني فزارة وبني عبد الله بن غَطَفَان، ورئيسهم يومئذ أبو ضَبُّ، ومع زيد بطنان من نبهان بنو نصر وبنو مالك فأصاب وغنم، وانتهى إلى العَلَم (وهو جبل لا يزال معروفًا) فاقتسموا النهاب فقال لهم زيد: اعطوني حق الرئاسة، فأعطاه بنو نصر وأبى بنو مالك، فغضب، وانحدر إلى بني نصر، فبينما بنو مالك يقتسمون غنيمتهم إذ غشيتهم فزارة وعبد الله بن غطفان وهم حلفاء فاستنقذوا ما بأيديهم، فلما رأى زيد ذلك شدَّ على القوم فقتل رئيسهم أبو ضب، وأخذ ما بأيديهم.

وبنو عبد الله هم أقرب قبائل غطفان إلى بلاد طيئ، لا يفصل بين القبيلتين سوى بلاد بني أسد.

٢ - وتشير كتب التاريخ إلى بعض المناوشات بين قبيلة بني كلاب من عامر بن صعصعة من هوازن وبين قبيلة بني عبد الله بن غطفان، فقد أورد صاحب "الأغاني" في خبر يوم جَبَلة (٢) أن طفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب أغار على بني الثرماء من بني عبد الله بن غَطَفَان، فأخذ منهم ألف بعير.

٣ - وكان لبني عبد الله صلة مصاهرة بقبيلة كنانة، فقد ذكر المؤرخون أن المُرَقَّع وهو من كِنَانة أصاب دمًا فيهم فلحق بأخواله من غَطَفَان. قال في "المناسك" (٣) نقلًا عن أحد بني المرقع: لسنا من بني عبد الله، هم أخوالنا، نحن من بني مالك بن كِنَانة، كان جدُّنا تزوج عَبديَّة غطفانية من أهل هذا الموضع [المجيمر] فأولدها جدنا المرقع، فأصابته علة بعد وفاة أبيه فكووه في جسده، فأزارته أمه بني عمه من بني مالك فلما رأوا آثار الكي في بدنه قالوا: ما هذه الرقاع التي في بدنك؟ فسمي المرقع، فأعادته إلى أخواله، ونحن ولده، فنحن قليل وبنو عبد الله كثير، فنكره أن ننسب إلى قومنا وهم بعيدون فنحن ننتسب إلى أخوالنا.

٤ - ولبني عبد الله بن غطفان صلة بطريق المصاهرة ببني عمرو بن عوف من الأوس، وكانت قبيلة غطفان قوية الصلة بالمدينة، ولهذا استقر بعض الغطفانيين فيها،


(١) ١٦/ ٥٣ طبعة الساسي.
(٢) ج ١٠، ص ٤ طبعة الساسي.
(٣) ص ٦١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>