للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يستوجب التشنيع على وكيع التميمي كما ذهب إلى ذلك الشيخ حمد الجاسر في كتابه "باهلة، المفترى عليها".

وحين أحس الخليفة هشام بن عبد الملك بما يجره التعصب القبلي من متاعب جرد خالدا القسري والي العراق وخراسان المعروف بشدة تعصبه لليمن عن مناصبه وذلك عام ١٢٠ هـ وهو العام الذي مات فيه أخوه أسد وولى خراسان رجلا لا عصبية له هو: نصر بن سيار (١).

والناظر في أمر نصر يجد أنه كما قال الخليفة: "لا عصبية له" ولكن نصرا كان يحارب في صفوف بني تميم في الغزوات، كما في معركة الشَّعب سنة ١١٢ هـ (٢) وأيضا فقد كان من بين النقر التميميين الذين عذبهم أسد في خراسان عام ١٠٨ هـ، وأرسلهم إلى أخيه خالد في العراق (٣)، وقبل ذلك انتصرت تميم وقادها في وقعة "البروقان" سنة ١٠٦ هـ.

وحين تولىٍ نصر أمر خراسان كان قريبا من بني تميم بل هو واحد منهم للأسباب التي مرَّ ذكرها؛ ولأنهم أخوال ابنه تميم، وللرابطة الخندفية التي تجمعه بهم وقد قال في ذلك:

أنا ابن خُندف تنتمي قبائلها … للصالحات وعمي قيس عيلانا

وما من شك في أن نصرا أراد أن يتقوى ببني تميم، ويحول أيضًا دون استمالة الحارث بن سُريج لهم، وكان نصر وسلم بن أحوز التميمي متلازمين أيام أسد القسري، فلما أصبح نصر أميرا جعل ابن أحوز على شرطته وجعل وشاح ابن بُكير بن وشاح على "مرو" العاصمة، وعاصم بن عُمير التميمي على "سمرقند" وقد بلغ من تعصب بني تميم لنصر أن أنكروا محاولة خلعه عند الخليفة


(١) انظر ابن كثير: البداية والنهاية ج ١١ ص ٧٨.
(٢) انظر الطبري: تاريخ الأمم والملوك ج ٨ ص ٢٨٩.
(٣) وفي ذلك قال الفرزدق مخاطبا خالدا القسري:
أخالد لولا الله لم تعط طاعة … ولولا بنو مروان لم يوثقوا نصرا
إذن للقيم عند شد وثاقه … بني الحرب لا كشف اللقاء ولا ضجرا
انظر المبرد: الكامل ج ٢ ص ٣٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>