للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مفاخرين بقبائلهم ومباهين بزعمائهم، فعل ذلك ثابت قطنة الأزدى (١) ونهار بن توسعة البكري الوائلي (٢)، وفعل ذلك الفرزدق حين نظم ميميته ذات الخمسين والمائة بيت (٣).

وقد كان لما تلا مصرع قتيبة من حوادث (٤) أثر في تضخم التعصب القبلى (٥)، وإتاحة الفرصة لنقباء الدعوة العباسية أن يظهروا في خراسان عدى رأس المائة الأولى للهجرة (٦)، وفي عام ١٠٦ هـ اصطدم العرب بعضهم ببعض على أن هذا إنما كان صدى لما كان يجري في الشام، مقر الخلافة، وفي العراق الذي كانت خراسان تتبعه في أغلب الأزمنة، ومما تجب ملاحظته هوأن قتيبة وقد اضطرب أمره في عام ٩٥ هـ قد أساء إلى من حوله، والدفاع عن باهلة قبيلة قتيبة لا


(١) قال ثابت قطنة:
ألم تر أنَّ الباهلي ابن مسلم ب. . ."فرغانة" القصوي بدار هوان
انظر أبو عبيدة: القائض ص ٣٦٣.
(٢) وقال نهار بن توسعة:
ولما رأينا الباهلي ابن مسلم تجبرا … عممناه عضبًا مهندًا
انظر الطبري: تاريخ الأمم والملوك ج ٨ ص ١٢٥.
(٣) ولم يقتصر الفرزدق في الفخر بمقتل قتيبة بميميته التي منها قوله:
تعيرنا أيام قيس ولم ندع … لعيلان أنفًا مستقيم الخياشم
تخلّي عن الدنيا قتيبة إذ رأى … تميمًا عليها البيض تحت العمائم
وإنما له قصيدة أخرى منها قوله:
ومنا الذي سل السيوف وشامها … عشية باب القصر من "فرغان"
وفي موت وكيع قال الفرزدق:
لقد رزئت بأسًا وحزمًا وسؤودًا … تميم بن مريوم مات وكيع
انظر المبرد: الكامل، ج ٢ ص ٣٦٢، ديوان الفرزدق ص ٣٢٥.
(٤) ألح بعض القيسيين - استجابة لدواع عصبية - على أن قتيبة قد قتل وهو على طاعة السلطان وقد كلف سليمان بن عبد الملك يزيد بن المهلب بأن يطلب البينة على ذلك على أن وكيعا لم يقد بقتيبة ومات موتا طبيعيا. انظر ابن الأثير: الكامل ج ٤، ص ١٤٥، المبرد: الكامل ج ٢ ص ٣٦٢.
(٥) مع ملاحظة أن مقتل قتيبة وما ترتب عليه هو أثر مما حدث في دمشق من موت الوليد وانتقال الخلافة إلى أخيه سليمان.
(٦) وكان عددهم اثنى عشر نقيبا. انظر الطبري: تاريخ الأمم والملوك ج ٨ ص ١٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>