للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للحقيقة، وقد ذكر العثيمين في كتاب نشأة إمارة آل رشيد أن هجرتهم في القرن العاشر حسب رواية ينسبها للشيخ متعب الحمود السبهان (١) - يرحمه الله - وقد قال الدكتور العثيمين في سياق بحثه عن تحديد وقت الهجرة ما يلي (٢): "ليس هناك ما يرجح رواية من هذه الروايات على سواها ولا ما يدلُّ دلالة واضحة على طول الفترة التي قضتها العشيرة المهاجرة بين تحركها من جهات وادي تثليث وبين استقرارها في جبل شمَّر".

وقد تطرق عمر غرامة العمروي في كتابه "منطقة تثليث وما حولها من ٦٥٠ هـ - ١٤١٤ هـ" (٣) إلى الضياغم ونسبهم وهجرتهم إلى شمال الجزيرة في القرن السابع الهجري وذكر أنهم هاجروا إلى الشمال بعدما تعرضوا لسيل مدمر قضى على ما يملكون من أموال وخيول وإبل وغنم ولم يبق منهم إلَّا الناجي بنفسه بل قيل أن السيول جرفت النساء والذراري، ولما نزل بهم ما نزل من أمر الله سبحانه القوي المتعال فما كان من أمرهم إلَّا أن رحلوا نحو شمال الجزيرة ليسلموا من شماتة "كذا" القبائل المجاورة، ومن السطو عليهم بعد أن حل الضعف محل القوة، وقد أورد بيتًا من الشعر للتدليل على ذلك:

غدا بآل عبد الرب براق ليلة … يحت الحصى من عاليات النوايل

فذا مربط الدهما وذا مركز القنا … وذا ملعب الخفرات سمر الجدايل

ولم يذكر العمروي أي مرجع سوى طرفة الأصحاب التي لَمْ أجد بها ما يؤيد رواية نكبتهم بالسيل في موطنهم تثليث، وإنما هناك رواية أخرى حول غرقهم في وادي الرُّمة سيرد ذكرها لاحقا، وقد تكون الرواية التي أوردها العمروي خلطا للثانية أو العكس والحقيقة في علم الغيب مع عدم توافر الدليل القاطع، وليس أمامي سوى الاستنتاج والاحتمال والترجيح.

فإذا أخذنا بالقول أن عبدة وصلت إلى أرض الجبلين في حوالي منتصف القرن التاسع الهجري ممثلة بقادتها من الضياغم الذين تكررت سيرتهم واشتهرت


(١) الدكتور عبد الله العثيمين - نشاة إمارة آل رشيد ط ٢ ص ٢٩.
(٢) نفس المصدر السابق.
(٣) عمر بن غرامة العمروي - منطقة تثليث وما حولها - ص ٣٨ - ٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>