نروى رقاب النشامى هيامه … في هية يشبع بها الطير لحام
والله لولا الحاكم اللي يبنى خيامه … اللي قهر ربعي بخط ولزام
أن كان يمدينا كلينا الكرامه … أحد كلا منها واحد بعد حام
تر حدنا من ثرمدا لتهامه … واسفلنا اللي كدر الما على يام
وعندما رأى الإمام فيصل بن تركي أن الخلاف بين بني هاجر والعجمان وآل مرة قد وصل إلى أن قبيلة قحطان وقبيلة يام سوف تشارك في هذا الصراع تدخّل لحل الخلاف القائم بالطرق السلمية أولا وإن لم يحلّ هذا الخلاف فسوف يمنعه بالقوة حتى لا تدمر هذه القبائل نفسها، فتم الصلح بين بني هاجر وتجمع يام ووصلت هذه الأخبار إلى قبيلة قحطان وقبيلة يام في نجران عن هذا الصلح وباركته.
وعلمت أن هناك من هو أقوى منها ألا وهو الإمام فيصل بن تركي إمام الجزيرة العربية. وبدأت بنو هاجر بالحفاظ على أراضيها الجديدة من السيف إلى جوف بنو هاجر المحاذي لوادي المياه وهو سكن العجمان.
قال الشاعر راشد بن عفيشة الهاجري:
بروس أرماحنا نرعي ونرغي … وحد الخوف ننزل في أقفاره
مدينا وشدينا وشدنا … مبانينا على روس الزباره
إن ما ذكرته سابقا يبين للقارئ الكريم كيف كانت تنشب الخلافات بين القبائل العربية وكيف كانت تعالج، وأن هذه الخلافات تحدث أيضًا بين أبناء القبيلة الواحدة، وكانت في الغالب حول المراعي وآبار المياه، والواقع أن هذه الخلافات والصراعات سببها الأساسي هو الصراع من أجل البقاء في ظل ندرة موارد العيش وقلة الزاد بسبب الظروف الطبيعية والمناخية في هذه الصحراء الجرداء المترامية الأطراف، ولم تكن حبا في سفك الدماء أو حقدا وكراهية بينهم، بل إن الاحترام وتقدير الشجاعة النخوة كانت هي السائدة برغم الحروب الناتجة عن قسوة الظروف، وتبين الأشعار ذلك، فعلى سبيل المثال عندما رثى الشيخ شالح ابن هدلان من شيوخ قبيلة قحطان الشيخ محمد بن هندي شيخ قبيلة عتيبة بقصيدة، وكذلك عندما قام الشيخ راكان بن حثلين وصدق قول