فحمل معه ناس فاقتتلوا ساعة وانفرج الفريقان عن يزيد قتيلًا وعن القحل بآخر رمقه فأومأ إلى أصحابه يريهم مكان يزيد بن المهلّب وأنه هو قاتله وأن يزيد قتله هو أيضًا!!
وقال الشيخ محمد الخضري (١): ومن الأمور التي أعفت بني أمية إحياء العصبية الجاهلية، وقد نبض عرقها في أول الدولة المروانية، فإن وقعة مرج راهط التي تلاها قيام مروان بالأمر كانت بين شعبين متناظرين، وهما قيس التي كانت تشايع الضحاك الفهري، وكلب التي كانت تشايع مروان الأموي يقدمها حسان بن بحدل الكلبي، فقال في ذلك مروان الأموي:
لما رأيت الأمر أمرًا نهبًا … يسرت غسان لهم كلبا
والسكون رجالًا غلبًا … وطيئًا تأباه إلا ضربا
والقين تمشي في الحديد نكبا … ومن تنوخ مشمخرًا صعبا
لا يُؤخذ المُلك إلا غصبا … وإن دنت قيس فقل لا قربا
(١) محاضرات تاريخ الأمم الإسلامية - الدولة الأموية.