للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في السنوات ذات الإنتاج الضعيف. أما إذا جادت السماء بغيث كاف فإن الخيرات في عسير تكون عظيمة جدًّا.

وأهم زراعة يعنى بها الأهلون القمح والشعير والذرة، وقليل ما هم الذين يزرعون الدخن بخلاف أهل تهامة. ولا يهتمون بزراعة الفاكهة إلا قليلا في جوار أبها حيث توجد شجيرات من التين والرمان والتفاح والخوخ والعنب، غير أن أشجار الموز والبن تنمو جيدا في الأقسام الغربية من جبال عسير، ولكنها ليست من السعة وعظيم المحصول بحيث تكفي الأهلين احتياجاتهم. ومن غريب ما لاحظت في زراعة البن أنها لا تزهر إلا على ارتفاع معين من سطح البحر، فإن تعدته لا تثمر ولا تعيش، ولا تنبت كذلك إلا على السفوح الغربية لمرتفعات عسير واليمن، أما المرتفعات الشرقية فلا تنمو فيها أبدًا. والظاهر أن سبب ذلك جفاف جو السفوح الشرقية، بينما جو السفوح الغربية رطب.

القمح والشعير هما المحصولان الرئيسان في البلاد، وعليهما المعول، وما عداهما ثانوي في نظر الأهلين، لا يشكل قسمًا مذكورًا من غذائهم اليومي.

والعسل من المنتجات الهامة في عسير، إذ يتكاثر النحل فيها تكاثرًا عجيبًا، ومنه أنواع يجني منها عسل ناصع البياض بلون السكر النقي، وقد حملت نموذجًا منه في عودتي إلى الحجاز، فعجب سائر الذين ذاقوه من منظره ونكهته. وهم يسمون العسل الأبيض: (مجري) والأحمر: (شوكة).

أما الحاصلات الحيوانية فهي الغنم والبقر والماعز. أما الإبل فلا توجد في بلاد عسير نظرًا لصعوبة الأرض ووعورتها من جهة ولضيق المراعي وشدة البرد من جهة أخرى. وجميع نتاج الحيوان يستهلك محليا إلا في سنوات الخصب فإنهم يصدرون السمن والغنم إلى الجهات المجاورة. ويمكن وصف هذه البلاد بأنها تكفي نفسها ولا تحتاج إلا إلى الأقمشة والأبازير، أما الآلات فقليلة الاستعمال لاستغناء أهل البلاد بالمصنوعات المحلية عنها.

وتوجد في عسير معادن أهمها الحديد الموجود في جبل "تهلل" بجوار السودة، زاره المهندس المرافق لنا، ويبعد عن أبها مسافة عشرين كيلو مترا إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>