للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متى يسأم القلب من هجركم … فيصغى إلى عذل العاذل؟

ويبطل سحر الجفون التي … بها يعمل السحر في بابل

ويجلو فؤاد امرئ لم يزل … من الوجد في شغل شاغل

متى وجدت لكم وحشة … تعللت بالشبح المائل

صِلُوا واعطفوا واحْسنوا (١) … وجودوا فلا خير في باطل

فلستُ بتارك حق الهوى … ولو أنني منه في باطل

ولكن إذا مضَّنِي جَورُكم … شكوتُ إلى الملك العادل

مليك مشى الناس في عصره … من العدل في منهج سابل

أقامَ الجاهد على سوقه … وحرب كحرب بني وائل (٢)

ففي كل يوم له جحفل … يُغِيرُ على الشِّرْكِ بالساحل

فديناك يا من سنا وجهه … يفوق سنا القمر الكامل

وإنك أنفع في عصرنا … من الغيث في البلد الماحل

أنلت الرعية ما فاتها … من الشرك في عصرنا الزائل

فأضحت من العدل في غامر … وأمست من الأمن في شامل

ويروي لنا العمادُ الأصفهاني الكاتب قصيدة أخرى، شفيفة الأسلوب رقيقة المعاني، وهي في الغزل ومطلعها:

زاد بي شوقي فَبُحْتُ … وجرى دمعي فَنُحْتُ

يها العاذل هل يُثْـ … ـنِي لِسَانَ العذل صَمْتُ

إن نَعْتَ البدر والشّمْـ … ـسِ لِمَن أهواه نَعْتُ (٣)


(١) الهمزة في: (وأحسنوا) همزة قطع؛ لأنه فعل أمر ماضيه "أحسن" فوصل الهمزة في البيت كان بحكم ضرورة الوزن في الشعر.
(٢) يعني حرب لا تنطفئ نارها مثل حرب البسوس بين بكر وتغلب من بني وائل.
(٣) خريدة القصر، وجريدة العصر - قسم شعراء مصر - ص ١٤٠ - ١٤٢، الجزء الثاني، طبع مصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>