مكة سابقًا في أسطنبول على يد السلطان العثماني أحمد خان، وهذا ما عليه المعتمد في صحة المنقول في التصانيف المتأخرة والمنقحة الخالية من الحشو والإطناب في الأصول المقرنة لما كان نسب الحسين ابن الإمام علي بن أبي طالب وابن فاطمة بنت أشرف الخلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
وخص من بيته الشجرة الفاطمية بسلسلة ذهبية فأراد تنقيحها بمزيد من الدقة لما كثر في فروعها في البوادي والأمصار، وإن نذكر منها ما اشتهر وشاع عند النسابين الثقات الأخيار في سائر البقاع والديار.
قال الشيخ محمد بن رسول البرزنجي أن الجعافرة القاطنين بصعيد مصر، وهم أولاد محمد بن يوسف بن إبراهيم بن عبد المحسن المغربي المنتقل من مدينة فاس بالمغرب إلى أرض مصر بالبحيرة سنة ٦٣٥ هجرية وهم من أولاد الإمام الحسين بن علي -رضي الله عنه وكرم الله وجهه-، وتسميتهم بالجعافرة لكونهم أولاد محمد أبو جعافر، وحظوا بها دون غيرهم وهو السيد الأمير حمد المنتقل من البحيرة إلى صعيد مصر بمدينة طود بالسلاقية بالصعيد الأعلى سنة ٦٧٥ كما سيأتي، فاعلم أن سيدنا الإمام الحسين رضي الله عنه شهيد كربلاء ولد سنة ٤ هجرية وتوفي سنة ٦١ هجرية، وهو الإمام الثالث على مذهب الإمامية ولم يعقب من أولاده المذكور غير الإمام علي زين العابدين، وأما الإمام علي زين العابدين ابن الإمام الحسين رضي الله عنه تعالى ولد سنة ٣٨ هجرية وأمه سلافة ولقبها شاه زنان بنت الملك كسرى ابن أنو شروان ملك الفُرس وتوفي مسمومًا قيل سمَّه الوليد بن عبد الملك بن مروان؛ وأولاده محمد الباقر الملقب بالمكنى واخوته عبد الله الباهر وزير الشهيد، وأما الإمام محمد الباقر أعقب السيد عمر والسيد عبد الله والسيد الحسن والسيد الحسين والسيد عبد الرحمن والسيد سليمان والسيد الحسين الأصغر والسيد علي والسيدة خديجة والسيدة فاطمة والسيدة علية والسيدة أم كلثوم وكل منهم له أعقاب، وأما الإمام محمد الباقر ابن الإمام علي بن زين العابدين رضي الله عنه ولد سنة ٥٧ هجرية، وأمه أم عبد الله بنت الحسن ومات سنة ١١٧ هجرية عن أولاده جعفر الصادق والسيد إبراهيم والسيد