للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذه القصة كادت أن تكون متواترة فقد ذكرها العدول والثقات ورواها الأئمة الفحول، وصرح بها الأستاذ الأكبر الشيخ سيدي محمد بن أبي القاسم شيخ الطريقة الرحمانية في وقته وكان له معرفة واطلاع واسع في علم الأنساب وضبط المهمات ورواها عنه وسمعها منه الكثير من أعلام المرات العديدة (وإذا قالت حذام فصدقوها).

أما العالم الفرنسي "قوفيون" صاحب كتاب "أعيان المغاربة" فلم يذكر نائلًا باسمه الصريح من السبعة المذابيح.

ولعلَّ محمد نائل قد غيَّر اسمه لأسباب تدعو إلى ذلك. وهذا التغيير كثير الوقوع شائع في تاريخ العرب وسِيَرهم ويكثر عادة في وقت الاضطراب و الفتن كما روي أن سيدنا محمدًا -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تلاقى مع أناسٍ مشكوك في صداقتهم فسألوه من الرجل؟

فأخفي نفسه وقال: "نحن أبناء الماء … "، إشارة إلى الآية الكريمة: { … وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ … (٣٠)} (الأنبياء).

وكما وقع لسيدنا إدريس بن عبد الله حينها فر من حكم العباسيين ودخل إقليم مصر غير اسمه واسم رفيقه راشد، وما بالأمس من بعيد في تغيير الكثير من أسماء المجاهدين أثناء الحرب التحريرية بالجزائر.

وذكر الشيخ عبد الرَّحمن الجيلاني في تاريخ الجزائر العام أن الجزائر كانت مرتعًا للحروب الأهلية وغرضًا ملحوظًا للأجانب وذلك في القرن العاشر الهجري. وبما ذكر يكون بين سيدي نائل وفاطمة الزهراء رضي الله عنها نحو الثلاثين أبًا فقد ذكر المؤرخون لذلك ضابطًا وهو أن كلّ مائة سنة بثلاثة آباء تقريبًا.

أما النوائل الذين ذكرهم ابن خلدون فهم من العرب الهلاليين الذين دخلوا إفريقية أواسط المائة الخامسة وهو الآن مستقرون بأيالة طرابلس الغرب، وأيضًا تاريخ ابن خلدون متقدم على سيدي نائل بما يزيد عن مائة سنة لأن وفاة ابن خلدون سنة ٨٠٨ هـ الموافق لـ ١٤٠٦ م هذه نقطة هامة ينبغي أن تعرف وتحقق بدقة حتى

<<  <  ج: ص:  >  >>